أشارت الدراسات إلى أنَّ البشرة الداكنة والسمنة تؤثران على قراءات الأجهزة القابلة للارتداء، حيث ذكر بحثٌ طبيٌّ أنَّ مستشعرات الضوء الموجودة في أجهزة اللياقة البدنية القابلة للارتداء، مثل ساعات «أبل» وأساور «فيتبيت»، لا تعطِ دائماً قراءةً دقيقة عند ارتدائها من قبل الأشخاص الذين يعانون السمنة أو من لديهم بشرة داكنة. غالباً ما ادَّعت علاماتٌ تجارية مثل «أبل» و«سامسونغ» أنَّ أجهزتها القابلة للارتداء اختُبرَت بشكل شامل على مجموعات عمريَّةٍ وعرقية متنوعة وأجسام مختلفة، لكن تظهر بين الحين والآخر دراساتٌ مدعمَّة بالبيانات التجريبية لتشكِّكَ في هذه الادعاءات.
يعتمد النوع الأكثر شيوعاً من المستشعرات التي تستخدمها الأجهزة القابلة للارتداء على تقنية قياسٍ بصرية تسمى التصوير الضوئي (PPG)، والتي تتضمن قياسَ معدَّل ضربات القلب عن طريق تحليل تغيُّر حجم الشرايين عبر الضوء الذي يمر عبر الجلد، حيث يمتص الدم في الشرايين جزءاً من الضوء عند إسقاطه. تتغير شدة الضوء المنعكس مع تغيُّرِ حجم الدم لتكتشفه مستشعرات التصوير الضوئي لقياس معدَّل ضربات القلب.
ولكن لسوء الحظ، وجدت دراساتٌ متعددة أنَّ دقةَ قراءات مستشعر معدَّل ضربات القلب تتأثر بالبشرة الداكنة. فيما كشفت دراسةٌ من قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة فلوريدا الدولية أنَّ دقةَ الأجهزة القابلة للارتداء من «أبل» و«فيتبيت» تتأثر بالسمنة والبشرة الداكنة، حيث اختبر الفريق ساعةَ (Apple Watch Series 5) وساعةَ (Fitbit Versa 2) لقياس موثوقية المستشعر باستخدام طريقة «مونت كارلو» للتحليل لدراسة بيانات التصوير الضوئي، فوجد الفريق أنَّ لون البشرة يغيّرُ قراءات المستشعر بنسبة 10%، في حين تختلف القراءة بنسبة 61.2% عند إدخال عامل السمنة مع لون البشرة.يمكن أن يرجع ذلك إلى سماكة الجلد وتركيبته، حيث أدَّت طبقات الجلد السميكة الناتجة عن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) بسبب السمنة إلى زيادة فقدان الإشارة أثناء الاختبارات، أي أنَّ هذه المستشعرات ليست قادرة كلياً على تقديم قراءاتٍ دقيقة، وفقاً لما ذكره موقع «سكرين رانت» (Screen Rant) في مقالة نشرها حديثاً.
ليست هذه الدراسة الأولى من نوعها، كما أنَّ معدَّل ضربات القلب ليس المقياس الوحيد الذي تميل فيه هذه الأجهزة القابلة للارتداء إلى تقديم بيانات غير موثوقة، حيث كشف تحليلٌ أجرته صحيفة واشنطن بوست على ساعات (Apple Watch Series 6) و(Fitbit Sense) الذكية أنَّ هذه الساعات يمكن ألا تكون موثوقة لحساب مقاييس مثل مستويات تشبُّع الأكسجين في الدم، علماً أنَّ شركات مثل «غارمن» و«فيتبيت» حاولت زيادة شدة الضوء الأخضر المنبعث من المستشعر للتغلُّب على الميلانين أو حتى الوشم والعقبات الأخرى، ولكن دون جدوى.