إكسبو 2020 دبي.. عالم بلا فقر أبرز أهداف التنمية المستدامة

انطلق اليوم منتدى الأعمال بشأن الأهداف العالمية في إكسبو 2020 دبي تحت مظلة أسبوع الأهداف العالمية، وأقيم في مركز دبي للمعارض.

ويبحث المنتدى أهمية دمج أهداف التنمية المستدامة في جميع سياسات الشركات وأصحاب الأعمال.

عالم بلا فقر أو جوع

جاءت جلسة “طموح أهداف التنمية المستدامة: تسريع العمل التجاري”، لدعوة رواد الأعمال إلى رفع سقف الطموحات والدمج الكامل للمبادئ العشرة وأهداف التنمية المستدامة الـ17 في استراتيجيات الأعمال الأساسية، وإلى المساهمة في تحقيق الأهداف العالمية بحلول عام 2030 وتطبيق ما جاء في اتفاق باريس.

وقال ماهر ناصر، مدير شعبة التوعية والمفوض العام للأمم المتحدة في إكسبو 2020 دبي: “تنص القيم التي تمثلها الأمم المتحدة، وبالطبع أهداف التنمية المستدامة، على أننا بحلول عام 2030، ينبغي أن نعيش في عالم خالٍ من الفقر والجوع، على كوكب صحي يحفظ المساواة والكرامة للجميع. وهذا هو المبدأ الذي تعهدت الحكومات وزعماء العالم بتحقيقه بحلول عام 2030.

لكننا بحلول عام 2019، لم نكن على المسار الصحيح لتحقيق ذلك.. لقد حان الوقت لأن تتعاون جميع الجهات، فهذه ليست مهمة للقطاع الخاص وحده، بل هي مهمة للمجتمع المدني، و لقادة جميع قطاعات المجتمع، وللأفراد أيضًا”.

 

وأضاف: “في السابق، ما كان مهما لأصحاب الأعمال والشركات هو مقدار الربح والقيمة التي سيحققونها للمساهمين بغض النظر عن التأثير على البيئة والحياة. واليوم، تغيرت المفاهيم من جانب الشركات الأمريكية الكبرى، ليغدو الغرض الجديد للشركات تحقيق القيمة لجميع أصحاب المصلحة. فنحن بحاجة إلى العمل لصالح الجميع، وخير الجميع يشمل البيئة والكوكب الذي نعيش عليه”.

 

وفي مداخلته، قال باتريك شلهوب، الرئيس التنفيذي لمجموعة شلهوب – الإمارات العربية المتحدة: “يمكننا دوما العمل بجد أكبر في ما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة. وأعتقد أن كل الصناعات، ومنها البيع بالتجزئة، يمكنها أن تبذل مجهودا أكبر للتركيز على تحقيق المصلحة للجميع، ومواصلة التطور في الوقت نفسه. ففي مجموعتنا، نبحث دائما عن سبل لتطوير أعمالنا، لكننا نضع الاستدامة في قلب استراتيجيتنا، لنترك أثرا إيجابيا على الأفراد والشركات والكوكب ككل، ولنرضي عملاءنا في ذات الوقت”.

سوق العمل

وأضاف: “إننا نؤمن بالتنوع والشمول في شركة تضم 100 موظف من مختلف الجنسيات، منهم 55% من الأيدي العاملة النسائية. فدمج هذه الجنسيات والثقافات، ومعاملتها بصورة متكافئة ومتوازنة جزء من أهداف التنمية المستدامة”.

وقالت إيميلين هنبلي، المدير العام لمجموعة دايناباك آسيا – إندونيسيا: “بالنسبة لنا، من المهم التركيز على كيفية تقليل بصمتنا الكربونية، فقد كان هذا واحدا من أهدافنا قبل جائحة كورونا. وفيما أبطأت الجائحة خطواتنا، وأسفرت عن تحديات واجهتنا في إنجاز مشروعنا في الوقت المحدد، فإننا لم نزل نعمل نحو تحقيق أهدافنا. وقد ساعدتنا الجائحة على العمل مع المجتمعات المحرومة، وبالتالي حصلنا على فرصة للعمل على الجانب الاجتماعي”.

 

ومن جانبها قالت فيشالي سينها، رئيس الاستدامة في مؤسسة “رينيو” الهند: “الطاقة النظيفة ضرورية جدا في الهند، ولذا يُعد دور القطاع العام مهما بالنسبة للسكان والمجتمع ككل. فقد صُنفت الهند في المرتبة الرابعة في مجال الطاقة المتجددة عموما على الصعيد العالمي. وثمة التزام من الحكومة بتنفيذ ما اتُّفق عليه في باريس، من حيث تخفيض نسبة انبعاث الغازات وخفض نسبة الكربون بنسبة 30-35% بحلول عام 2030. وقد حصلنا على 40% من الكهرباء من مصادر طاقة لا تعتمد على الوقود الأحفوري. واليوم، نحاول الاستفادة بشكل متزايد من التطور التقني، لضمان انخفاض تكلفة ما نقوم به”.

حلول مستدامة مبتكرة

ومن جهة أخرى، عرضت جلسة “رواد الغد” حلولا مبتكرة من جانب مجموعة من متخصصي الاستدامة وأصحاب الأعمال، تناولت أهداف التنمية المستدامة.

وقالت ليوني فاس، رائدة مبادرة أهداف التنمية المستدامة للميثاق العالمي للأمم المتحدة لعام 2021، ومدير الاستدامة والابتكارات في هايليز فابريك سيريلانكا: “ليست الاستدامة في سريلانكا مفهوما جديدا، فموظفونا مرتبطون جدا بالطبيعة وباستراتيجية الاستدامة طبعا. لكن هناك ثلاثة نقاشات مقلقة بشأن التأثير السلبي لتغير المناخ في البلاد، ولهذا نعمل على الالتزام بزيادة الغطاء الحرجي بنسبة 30% بحلول عام 2030، فضلا عن تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وعلاوة على ذلك، فقد انطلقت بعض المبادرات الرئيسية، مثل تعزيز الاقتصاد المركزي، وتعزيز الطاقة المتجددة، والإضافة منخفضة السعة للفحم، ومحطات الطاقة، وتعزيز الأسمدة العضوية”.

 

وأضافت: “في شركتنا، قدمنا نموذجا مهما لتحقيق الاستدامة. فنحن نعلم أن صناعة النسيج واحدة من أكبر الصناعات الملوثة في العالم، ومن أكبر الصناعات المستهلكة للموارد أيضا. لذلك، عمدنا إلى تقييم تأثيرنا على البيئة وبناء استراتيجياتنا المستدامة. لقد فعلنا ذلك، واتبعنا أيضا جدول الأعمال العالمي المستدام، لا سيما أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة”.

وأضافت: “عبر أول مشروع طرحناه، لاحظنا أن تلويثا هائلا للمحيطات نجم عن نفايات العبوات البلاستيكية الملقاة فيها، ولذلك تأثير سلبي كبير على الحياة البحرية. لتقليل هذا التأثير، تعاونّا مع وحدة إعادة تدوير العبوات البلاستيكية، ليجري تحويل البلاستيك إلى نسيج بوليستر، المستخدم في الملابس الرياضية. وفي الفترة بين عامي 2020 و2021، صنعنا الملابس من 10 ملايين عبوة بلاستيكية”.

يُذكر أن أسبوع الأهداف العالمية يُعقد للمرة الأولى منذ انطلاقه خارج الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ليقام في إكسبو 2020 دبي في الفترة من 15 إلى 22 يناير الجاري، ويشمل طائفة من الفعاليات والأنشطة وتجارب الزوار التي لا تُنسى.

إكسبو 2020التنمية المستدامةرئيسي