المستقبل.. صُنِع في الإمارات

كريم فريد

أتلقى أسئلة كثيرة عن العملات الرقمية المختلفة والحقيقة لا أجيب عادة. لماذا؟ لأني كمستثمر قبل كل شيء لا أستثمر في العملة في انتظار زيادة السعر خلال ساعات لتحقيق ربح سريع لأن كذلك المخاطرة كبيرة جداً.. ولكن أستثمر في مشروعات بعد دراسة لها وأطمح أن تحقق نمواً ونجاحاً مشابهاً لجوجل ومايكروسوفت وغيرها من الشركات التكنولوجية التي حققت قفزات كبيرة خلال العشرين عاماً الماضية.

في تقديري الشخصي المرحلة الحالية التي تمر بها تكنولوجيا البلوك تشين من حيث النضج تشبه إلى حد كبير شبكة الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي وعلى أفضل تقدير بداية الألفية. هذا التصور قائم على عدد من المحددات أبرزها نسبة تبني واستخدام العامة لتلك التقنية وكذلك مناسبة التطبيقات المختلفة للاستخدام اليومي في مساحات مختلفة.

بقدر ما قد يعتبر البعض ذلك التصور سلبياً، ولكن لشخصي تلك أفضل فرصة ممكنة للاستثمار في المستقبل. سواء بالاستثمار المباشر في تأسيس وإدارة شركة أو الاستثمار في العملات الرقمية التي تطرحها تلك الشركات الناشئة.

وكرائد أعمال مهتم ببناء مشروعات تكنولوجية، قررت البحث عن أفضل الدول لتأسيس مشروع جديد مهتم بالبلوك تشين والعملات الرقمية. على حداثة مساحة الأعمال المرتبطة بذلك المجال ولكن وجدت في الإمارات أن سوق أبوظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي لديهما بنية تشريعية وإجرائية متكاملة لتبنى عليها المشروعات المشابهة ما لا يدع أي مجال للتخبط أو لتعريض المستثمرين أو المستخدمين أو العاملين في المجال لمخاطر غير محسوبة.

تلك البنية التحتية التشريعية التي تحدد الإجراءات وحقوق وواجبات كل الأطراف، هي ضمان للاستقرار والنمو ما يتيح لكل الأطراف العمل في بيئة مستقرة. والحقيقة أن هذا هو المتوقع من دولة الإمارات.

جذب المواهب، رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة، دعمهم وتوفير البنية التحتية الضرورية لمشاريعهم، بالإضافة للنمو الاقتصادي المستدام يجعل الإمارات منصة تطوير وإطلاق الجيل القادم من المشروعات التقنية والتي تمثل عصب الاقتصاد المعرفي. خلال العشرين عاماً القادمة، سيكون هناك عشرات المؤسسات التكنولوجية المليارية التي طورت ونمت في الإمارات. هذا ليس توقعاً، هذا وعد. أتحدث عنه بثقة وأعمل بكل جد لأكون شريكاً من ملايين الشركاء في تحقيقه. شكراً لقادة الإمارات على بناء دولة الحاضر والمستقبل.

الأماراتالمستقبل