أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي أن معرض إكسبو 2020 دبي يعد بمثابة ساحة تتبارى فيها الدول لإبراز ما تملكه من مقومات التميز وما تحققه من إنجازات تسهم بها في صنع المستقبل من تقنيات متطورة وابتكارات وحلول هدفها التغلب على التحديات القائمة ضمن مختلف المجالات، بينما يمثل الحدث العالمي بما يضمه من مشاركة واسعة تشمل أجنحة 192 دولة، فرصة نادرة أمام الشباب للتعرف على أحدث ابتكارات العالم التي ترسم ملامح المستقبل بما لذلك من أثر إيجابي كبير في تحفيزهم على استلهام أفكار خلاقة تدعم جهود التطوير ضمن المجالات الحيوية على تنوعها، وتعزز توجهات التنمية المستدامة.
جاء تصريح سمو ولي عهد دبي خلال الزيارة التي قام بها إلى مقر إكسبو 2020 دبي حيث تفقد أجنحة عدد من الدول الصديقة المشاركة في الحدث العالمي الذي يضم بين جنباته أجنحة 192 دولة، وشملت الزيارة أجنحة مملكة اسبانيا وجمهورية كوريا وجمهورية المجر، وذلك في إطار حرص سموه على الاطلاع على ما يضمه الحدث العالمي ضمن أكبر دورة في تاريخه الممتد لنحو 170 عاماً من ابتكارات واختراعات تصنع المستقبل وكذلك ما يشمله من موروث ثقافي وحضاري وإبداعي بالغ التنوع.
وخلال زيارته إلى جناح مملكة إسبانيا الصديقة، اطلع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على ما يضمه الجناح المُقام في منطقة “الاستدامة”، من معروضات تركز على مساعي إسبانيا كي تكون نموذجاً للإبداع الذكي القادر على توحيد الشعوب حول مشروعات مستدامة في مجالات العلوم، والتقنية، والإنتاج، والتعليم، والفنون، فيما جاء تصميم الجناح معبراً عن قناعة إسبانيا بأهمية الاستدامة حيث اُستخدمت في تشييده مواد بسيطة يمكن إعادة تدويرها من النسيج والخشب والحديد. واستلهم التصميم طبيعة بعض الأبنية التراثية العربية من حيث الاستفادة من الأشكال المخروطية التي تسمح بالتهوية الطبيعية للمكان، في الوقت الذي ضم الجناح غابة ذكية توضح أهمية حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وشاهد سموه عدداً من قاعات الجناح التي اتسمت بطبيعتها التفاعلية لتقدم للزوار معلومات وافية لاسيما حول مجال الاستدامة البيئية، والطاقة النظيفة والمتجددة، في حين لم يغفل الجناح عن إبراز الروابط التاريخية بين إسبانيا والثقافة العربية من خلال العديد من الملامح والمعروضات من بينها مجسم كروي يحمل العديد من الكلمات باللغتين العربية والإسبانية والتي تعكس مدى التقارب بين اللغتين، في حين يعرض الجناح حلولاً تقنية متطورة في العديد من المجالات من بينها التنقل الذكي وتنمية الموارد الطبيعية.
جذور المياه
وتضمنت جولة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في مقر إكسبو، زيارة جناح جمهورية المجر الصديقة، المُقام في منطقة “اليوبيل” تحت شعار “جذور المياه المجرية” والذي يقدم فكرة وافية حول طبيعتها الخاصة التي ترتبط بعلاقتها مع المياه على الرغم من كونها دولة داخلية لا شواطئ لها، إلا أنها تشتهر بأنها أكثر دول القارة الأوربية التي تنتشر فيها ينابيع المياه الحارة والتي يصل عددها إلى أكثر من 1300 ينبوع موزعين في أنحاء المجر، إذ يتم الاستفادة من العديد من تلك الينابيع في تقديم خدمات علاجية وكذلك توظيفها لأغراض السياحة والاستجمام والعلاج، فيما توضح التقنيات التفاعلية في الجناح المصادر الطبيعية لتلك الينابيع.
ويقدم الجناح المجري لزواره العديد من المعلومات المفيدة حول ثقافة الاستشفاء بالمياه الحرارية والمعدنية، والكيفية التي تنتفع بها المجر من وراء تلك الثروة المائية الطبيعية في تعزيز فرص قطاعها السياحي، وجذب المزيد من الزوار الراغبين في الاستشفاء بالطرق الطبيعية باستخدام مياه الينابيع الساخنة، في حين يعرض الجناح أيضاً جانباً من الحياة المجرية وعادات وتقاليد الشعب المجري وما يشتهر به مطبخه من مأكولات تقليدية.
الديناميكية والمرونة
وإلى ذلك، اطلع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال زيارته إلى جناح جمهورية كوريا الجنوبية الصديقة على ما يعكسه الجناح المُقام في منطقة “التنقل” في إكسبو من أفكار أساسية تتركز حول الديناميكية الكبيرة التي يتمتع بها المجتمع الكوري ومفاهيم التكافل والالتزام بالإبداع والابتكار والمرونة الكبيرة في مواجهة التحديات والتغلب عليها بحلول تعتمد على التقنيات الحديثة، وهي القيم التي حرص الكوريون على إبرازها من خلال التصميم الفريد لواجهة الجناح المكونة من مئات المكعبات الدوارة ذات الألوان الزاهية التي ترمز بحركتها التفاعلية إلى الديناميكية العالية التي يتمتع بها المجتمع الكوري.
وتجوّل سموه في الجناح الكوري الذي ينقل زواره إلى المستقبل بالتركيز على فكرة التنقل بدون عوائق، حيث شاهد سموه شاشات تم ربطها افتراضياً في تعبير عن شعار معرض إكسبو “تواصل العقول وصنع المستقبل” ، في حين يعرض الجناح، المكون من خمسة طوابق ويعد من أكبر الأجنحة المشاركة في إكسبو 2020 دبي، لنهج كوريا في التركيز على التطوير التكنولوجي وريادتها في مجال الثورة الصناعية الرابعة لاسيما فيما يتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي. في الوقت ذاته، يبرز الجناح جوانب مهمة من الحضارة الكورية العريقة وثقافتها وفنونها وكذلك يلقي الضوء على عادات وتقاليد الشعب الكوري الصديق.