كلما كانت الحكمة مصقولة وأجود وأعظم وأعلى، كانت مخرجاتها أقوى حتماً، ومتعتها باهظة، فهل كان هدف الإمارات الأساسي منذ إعلان اتحادها في ديسمبر 1971 من القرن الماضي، أن يعيش الناس فيها حياة رغيدة من البهجة والانشراح، من الفرح والسعادة والعلم والانفتاح، حتى يتمكن الإنسان من السلام؟
وقد سعيت إلى استجماع ذراتي للإجابة مع اقتراب اليوبيل الذهبي للإمارات، فأطلت ذكرياتي منذ ثلاثة عقود، وهي صنيعة المودة الخالدة، أحسست بالدفء، فهناك وقائع وأحداث ولحظات نعيشها، تكتبنا قبل أن نفكر في كتابتها، فتظهر كلما حاولنا التستر عليها، مهما استنجدنا بحيل اللغة، بصدق أعمق تتسلل عبر الكنايات والاستعارات وتظهر.
فلم يعد أمام الفجر من خيار، أو من حقيقة أخرى، غير الارتماء في أحضان ألفتها الخالدة، للاحتماء بها من ثقل المسافة وفداحة البرودة القاسية، وقد طوحت بنا بعيداً عبر المحيط، حيث صوتي لم يعد صوتي، بل شرياناً من دمي، أكلم به نفسي فيخدش صمتي لتطلع منه كتل حنين، لو قشرتها لوجدتها إنسانيتي العالقة في بلاد الحكمة تلك.