ويعاني واحد من كل 14 شخصًا فوق سن 65 عامًا من الخرف وتؤثر هذه الحالة على واحد تقريبًا من كل ستة أشخاص فوق سن الثمانين. ولا توجد طريقة معينة لمنع جميع أنواع الخرف، حيث لا يزال الباحثون يدرسون كيفية تطور الحالة. ولكن يمكنك اكتشاف الأعراض المبكرة التي تشمل طريقة تناول الطعام لدى المريض.
وهناك شكل غير شائع من الخرف هو الخرف الجبهي الصدغي والذي كما يوحي الاسم، يؤثر بشكل أساسي على الفصوص الأمامية والصدغية للدماغ وهذه المناطق مسؤولة عن التحكم في اللغة والسلوك والقدرة على التخطيط والتنظيم، ولا يؤثر الخَرَف الجبهي الصدغي في البداية على جزء الدماغ المسؤول عن الذاكرة، لذلك لا تظهر هذه الأعراض عادةً إلا في وقت لاحق.
وتتضمن العلامات الأكثر شيوعًا للخرف الجبهي الصدغي تغيرات شديدة في السلوك والشخصية، ولكن التغيرات في طريقة تناول الطعام يمكن أن تشير أيضًا إلى الخرف المبكر. وفي دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية، تم تحليل التغيرات في الشهية وتفضيل الطعام وعادات الأكل لمن يعانون من الخرف الجبهي الصدغي ومرض الزهايمر.
واشتملت الدراسة على ثلاث مجموعات من المرضى، مع استبيان يتكون من 36 سؤالًا تبحث في 5 مجالات، والتي تضمنت مشاكل البلع، وتغير الشهية، والأطعمة المفضلة، وعادات الأكل، والسلوكيات الفموية الأخرى.
ووجدت الدراسة تكرارات كبيرة للأعراض في جميع المجالات الخمسة باستثناء مشاكل البلع التي كانت أعلى في المصابين بمرض الزهايمر، وكانت التغييرات في تفضيل الطعام وعادات الأكل أكبر في الخرف الجبهي الصدغي منها في مرض الزهايمر.
وفي الخَرَف الجبهي الصدغي، كان نمط النمو واضحًا جدًا: في البداية تغيير في تفضيل الطعام، تلاه زيادة في الشهية وتغيير عادات الأكل، وسلوكيات فموية أخرى، وأخيراً مشاكل في البلع.
وخلصت الدراسة إلى أن التغيرات في سلوك الأكل كانت أكثر شيوعًا بشكل ملحوظ في كل من مجموعتي الخرف الجبهي الصدغي منه في مرض الزهايمر. وإلى جانب التغييرات في عادات الأكل، يمكن أن يكون ما يأكله الشخص أيضًا أمرًا بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بزيادة المخاطر، وثبت أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة تزيد من التدهور المعرفي وخطر الإصابة بالخرف، بحسب صحيفة إكسبريس البريطانية.