وقام باحثو جامعة يورك بتحليل بيانات حوالي 17000 طفل في المملكة المتحدة بعمر من 11 إلى 17 عامًا، لمعرفة فيما إذا كانوا قد تعرضوا للتنمر من قبل اشقائهم في المنزل. وتم تعريف التنمر على أنه إيذاء الأخ أو الأخت عمدًا عاطفياً أو جسديًا، مثل الشجار وإطلاق الألقاب السيئة.
ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا للتنمر بين عمر 11 و14 عاماً كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسية بحلول عيد ميلادهم السابع عشر. وأظهرت البيانات أنهم كانوا أكثر عرضة ليصبحوا انطوائيين بمقدار الضعفين، مقارنة بالأطفال الذين لديهم علاقات جيدة مع أشقائهم.
ووجدت الدراسة أيضًا أن الأطفال الذين تنمروا على إخوتهم كانوا عرضة للمعاناة مثل ضحاياهم، وهو ما قال العلماء إنه ذو أهمية خاصة. وجدت الأوراق الأكاديمية السابقة أن تنمر الأخوة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية عقلية فورية في المدارس.
ويتعرض واحد من كل خمسة أطفال للتنمر كل عام في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إما من قبل الأشقاء أو الأطفال الآخرين في المدرسة أو معسكرات الأنشطة أو أماكن أخرى.
وتضمنت الدراسة التي نُشرت في مجلة الشباب والمراهقة 17157 طفلًا مع شقيق واحد على الأقل، وكان هناك عدد متساوٍ من الفتيان والفتيات في الدراسة، وكانوا من أسر تتلقى إعانات الأطفال. وسُئل الآباء والأطفال عما إذا كان هناك تنمر يحدث في المنزل. تم تنفيذ ذلك عندما كان الأطفال يبلغون من العمر 11 و14 عامًا. وعندما بلغ الأطفال سن 17 عامًا، سُئل الأطفال عن صحتهم العقلية، وكذلك تم سؤال الوالدين.
ووجد الباحثون أن إجابات الوالدين والأطفال تميل إلى التطابق عندما كان عمر الأطفال بين 11 و14 عامًا، ولكن كانت هناك اختلافات أكثر عندما كان عمرهم 17 عامًا. وبشكل عام، تعرض نصف الأطفال المشاركين في الدراسة للتخويف أو التنمر من قبل أشقائهم في سن 11 عامًا. وفي عمر 14 عامًا، انخفض هذا إلى الثلث.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تعرضوا للتنمر من قبل أشقائهم كانوا أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل داخلية، وكانوا أكثر ميلاً للاكتئاب وإيذاء أنفسهم. في حين لم تأخذ الدراسة في الحسبان المتغيرات الأخرى مثل الثروة والجغرافيا.
وكان الأطفال الذين يتنمرون على أشقائهم عرضة لمشاكل الصحة العقلية مثل الضحايا، مما يعزز وجهة النظر الراسخة بأن تصرف المتنمرين هو انعكاس لمشاكلهم الخاصة على الآخرين، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.