ما يفعله النجم المصري محمد صلاح مع نادي ليفربول منذ بداية هذا الموسم يثير الكثير من الإعجاب في الأوساط الكروية العالمية التي راحت تصفه بالأفضل حاليا، وترشحه لمزيد من التألق، خاصة مع استعادة فريقه لكامل قدراته بعد موسم مخيب خرج منه الفريق من دون لقب، لدرجة راح البعض يرشحه للتتويج بلقب أفضل لاعب هذه السنة من دون أن يحرز أي لقب فردي أو بطولة مع فريقه، ما يجعل المأمورية صعبة أمام الإيطالي جورجينيو المتوج بدوري الأبطال وكأس أمم أوروبا والفرنسي نغولو كانتي الفائز بدوره بدوري الأبطال ودوري الأمم الأوروبية منذ أيام، لكن الأرقام التي يحققها صلاح والمستوى الذي يظهر به كل أسبوع تجعله في أحسن رواق ليكون أحد المنافسين على جائزة أفضل لاعب للسنة المقبلة، خاصة إذا حقق بطولة كأس أمم افريقيا مع منتخب بلاده في يناير/كانون الثاني المقبل، وتأهل معه الى مونديال قطر، وتوج بأحد الألقاب مع ليفربول.
لو يحدث هذا سيكون بمثابة حدث تاريخي فريد للاعب عربي عبر التاريخ، ويكون ثاني تتويج أفريقي بعد جورج ويا سنة 1995، لكن هذه المرة وسط نجوم كبار ينشطون في أكبر الأندية وأقوى الدوريات على غرار ميسي ورونالدو ونيمار وليفاندوسكي وكيفن دي بروين، وفي دوري يبقى الأقوى والأصعب والأكثر اثارة في العالم، وزمن غير زمن جورج ويا، وايتو ودروغبا الذي عادل رقمه محمد صلاح في عدد الأهداف المسجلة في الدوري الانكليزي بـ104، وحطم رقم الأسطورة ستيفن جيرارد في عدد الأهداف المسجلة لنادي ليفربول في دوري الأبطال بـ31 هدفا في انتظار تحطيم رقم الهداف التاريخي لجميع الأندية الإنكليزية في المسابقة الذي يبقى بحوزة الأرجنتيني سيرجيو أغويرو بـ36 هدفا مع مان سيتي.
محمد صلاح صار هذا الموسم أول لاعب يسجل في تسع مباريات متتالية مع ليفربول في جميع المسابقات، وبكيفية مثيرة وممتعة للعيان جعلت مدربه يورغن كلوب يصفه بالأفضل في العالم، ويصنفه بعض المتابعين ضمن خانة المنافسين على جائزة أفضل لاعب في العالم لهذه السنة 2021، وهو الأمر الذي سيكون صعبا إن لم يكن مستحيلا أمام نجوم تألقوا طيلة السنة مع أنديتهم ومنتخبات بلادهم وفازوا بألقاب فردية وبطولات تؤخذ بعين الاعتبار في عمليات اختيار المتوجين بمختلف الجوائز السنوية، لكن إذا واصل بنفس الوتيرة والمستوى في تحطيم الأرقام وحقق البطولات مع ليفربول والمنتخب المصري فإن جائزة الموسم المقبل لن تفلت منه أو من كريم بنزيمة وهولاند اذا انتقل الى انكلترا أو اسبانيا، خاصة بعد انتقال ميسي الى الدوري الفرنسي، ورونالدو الى الدوري الأصعب في العالم وهو في سن الأربعين.
الأكيد أن تألق صلاح سيسمح له بقيادة ليفربول نحو التتويج بالبطولات، وقيادة منتخب بلاده الى التألق في نهائيات كأس إفريقيا المقبلة وتصفيات كأس العالم 2022، وتضعه في موقع قوة في مفاوضاته من أجل تجديد عقده مع ليفربول بالشروط المالية التي يريدها والتي قد تصل الى 500 ألف جنيه استرليني في الأسبوع بحسب التسريبات، وهو راتب لا يبلغه الكثير من نجوم الكرة العالمية، وتؤدي الى تزايد الطلب عليه من طرف الأندية الأوروبية الكبيرة التي تحلم كلها اليوم بلاعب في مستوى محمد صلاح الذي يبقى الأفضل منذ بداية الموسم بشهادة المدربين واللاعبين والمحللين وجماهير الكرة العالمية التي تجمع اليوم على أنه الأحسن والأكثر فعالية، لذلك سيكون نادي ليفربول مطالباً بمنح صلاح ما يستحقه عند تجديد العقد حتى يحتفظ به، ولو أن مصلحة النجم المصري تكمن أيضا في استمراره مع مدرب يقدره وفريق يمنحه راحة نفسية سمحت له بالتميز والتألق.
صلاح مطالب من جهته بالاستثمار في وضعيته الحالية في مفاوضات التجديد مع ليفربول، أو مع أي فريق كبير يريده ويناسبه، و مطالب باتخاذ القرار المناسب الذي يسمح له بمواصلة هذا التوهج وتحقيق مزيد من المكاسب الفنية والمادية في أفضل مرحلة من مراحل مشواره الكروي، ما يضاعف من حجم الضغوطات النفسية عليه في ظل التضييق الذي سيتعرض له في كل المباريات التي يخوضها مع ناديه ومنتخب بلاده بعدما صار حديث العام والخاص ولبس ثوب أحد أفضل لاعبي العالم اليوم.