وأوضح الدكتور سلطي أن الأعصاب الطرفية (المحيطية) تنتشر خارج الدماغ والحبل الشوكي وتمتد إلى داخل أعضاء وأطراف الجسم، وتتمثل وظيفتها في التحكم في وظائف الإحساس والحركة والتنسيق الحركي، إلا أنها يمكن أن تتضرر بسهولة.
تحفيز العصب المحيطي
ومن خلال زرع جهاز صغير يعمل على توصيل النبضات الكهربائية إلى الأعصاب الطرفية يمكن أن تساعد تقنية تحفيز العصب المحيطي (PNS) على تخفيف الألم بشكل كبير لدى المرضى، الذين يعانون من حالات عديدة مثل متلازمة الألم الناحي المركب (CRPS) وآلام القدم واضطرابات الصداع وآلام أسفل الظهر والرقبة، وآلام الفتق أو جراحة الركبة، وآلام ما بعد البتر أو آلام الأطراف الوهمية.
ويتكون جهاز تحفيز الأعصاب المحيطية من أقطاب كهربائية توضع تحت الجلد، بجوار العصب المسبب للألم. ويدخل المريض أولا في مرحلة تجريبية؛ حيث يتم تحفيز عدة نقاط عصبية بنبضات كهربائية منخفضة التردد من زرع مؤقت حتى يتم تحديد العصب، الذي يرسل إشارات الألم.
وعند ظهور نتائج إيجابية من هذا الإجراء، يقوم خبير علاج الألم ببرمجة جهاز التحفيز لمنح المريض أفضل مستوى ممكن من الراحة، ويتم بعد ذلك تزويد المريض بجهاز للتحكم عن بُعد وإرشادات حول كيفية التحكم فيه بنفسه.
عوامل يجب مراعاتها
وأضاف الدكتور سلطي قائلاً: “هناك العديد من العوامل، التي يجب مراعاتها قبل التوصية بهذا العلاج، بما في ذلك مدى استمرارية الألم لدى المريض؛ حيث يمكن أن يوفر العلاج بتحفيز الأعصاب المحيطية نتائج مرضية للمرضى، الذين لم يشعروا بتحسن حالتهم بعد 12 أسبوعاً من الألم حتى مع بدء تناولهم الأدوية أو اعتماد علاجات أخرى، مثل تحفيز النخاع الشوكي، والعلاج الطبيعي. ويمكن أن يلاحظ المرضى نتائج إيجابية على الفور في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع مع توقع انخفاض الألم بنسبة 50% أو أكثر”.
واختتم الدكتور سلطي: “لا يمكن القول بأن هذا العلاج سيخلص المريض من الألم تماما، لكنه سيسمح له بإدارة حالته بشكل أفضل بكثير.”