حكم قاض يوم الخميس بأنه سيتعين على شركة آبل الاستمرار في مواجهة دعوى قضائية رفعها مستخدمون في محكمة فيدرالية في كاليفورنيا، تزعم أن المساعد الصوتي ”سيري siri“ الخاص بالشركة سجل محادثات خاصة على نحو مخالف، وفقا لما ذكرته صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية.
وقال القاضي إن معظم الدعوى القضائية يمكن أن تمضي قدما، رغم طلب شركة آبل إسقاطها.
وحكم القاضي جيفري إس وايت بأن المدعين، الذين يحاولون رفع الدعوى إلى دعوى جماعية، يمكنهم الاستمرار في متابعة الادعاءات بأن سيري عمل بشكل تلقائي وسجل محادثات لا ينبغي أن تكون لديه ويمرر البيانات إلى أطراف ثالثة، وبالتالي ينتهك خصوصية المستخدم.
وأكدت الصحيفة أن هذه القضية هي واحدة من عدة قضايا تم رفعها ضد آبل وغوغل وأمازون تنطوي على مزاعم بشأن انتهاك الخصوصية من قبل خاصية المساعد الصوتي.
وأوضحت الصحيفة أن شركات التكنولوجيا تحاول إقناع وتشجيع المستهلكين باقتناء أجهزة استماع سواء تلك الموجودة في أجهزة المنزل أو الهواتف المحمولة بالاعتماد على مساعدي الصوت، لكن مؤخرا تزايد القلق من أن هذه الأجهزة تسجل حتى عندما لا يُفترض أن تقوم بذلك، الأمر الذي بات ضمن دعاوى قضائية في المحاكم.
وتزعم الدعاوى القضائية أن تكنولوجيا المساعد الصوتي تعمل دون تنشيطها وتستخدم المعلومات المسجلة لديها في أهداف للتسويق.
وتنكر الشركات أنها تستمع إلى المحادثات لأي غرض غير الغرض المقصود منها المساعدة في المهام أو تشغيل الموسيقى، حيث قالت المتحدثة باسم أمازون فيث إيشين في بيان إن أمازون تخزن الصوت فقط عندما تكتشف الأجهزة كلمة التنبيه ويراجع فقط ”جزء صغير“ من الصوت المسجل يدويا.
ومضت تقول الصحيفة إن هذه الدعوى، والدعوى المماثلة المرفوعة ضد غوغل والتي تشق طريقها أيضًا من خلال نظام المحاكم الفيدرالية في كاليفورنيا، تهدد بإغراق الشركات مرة أخرى في ”الماء الساخن“ -بحسب وصف الصحيفة- بسبب الطريقة التي تتعامل بها مع المعلومات الخاصة التي تجمعها من ملايين المستخدمين.
ووجد تحقيق كانت أجرته الصحيفة في عام 2019 أن أمازون احتفظت بنسخة من كل ما يسجله المساعد الصوتي أليكسا بعد سماع كلمة التنبيه حتى لو لم يدرك المستخدمون ذلك.
وردًا على الدعوى القضائية، أكدت آبل أنها لا تبيع تسجيلات سيري والتسجيلات غير مرتبطة بـ“فرد يمكن التعرف عليه“.
من المفترض أن يتم تشغيل المساعدين الصوتيين عند استدعاءه بقولSiri “ Hey“ على سبيل المثال، لكن الدعوى تزعم أن المدعين وجدوا أجهزتهم نشطة حتى عندما لم يستدعوا كلمة التنبيه، وتم تسجيل محادثات دون موافقتهم، ثم تم استخدام المعلومات لاستهدافهم بالإعلانات وإرسالها إلى متعاقدين خارجيين لمراجعتها، كما يزعمون.
من جانبها علقت نيكول أوزير، مديرة التكنولوجيا والحريات المدنية في اتحاد الحريات المدنية في كاليفورنيا، إن الدعاوى علامة على أن الناس يدركون مقدار المعلومات التي تجمعها تقنية المساعد الصوتي، وقالت: ”أعتقد أن هذه الدعوى هي جزء من الناس الذين بدؤوا أخيرًا في إدراك أن سيري لا يعمل لدينا بل يعمل لصالح آبل“.