أعظم صفقات صيف 2021 تلك التي لم تحدث!

خلدون الشيخ

انبهر عالم كرة القدم من أسابيع مشوقة في سوق انتقالات اللاعبين التي أغلقت أبوابها فجر يوم الأربعاء الماضي، على صدى أنباء المزيد من الصفقات النارية والأخبار المثيرة، والتي بعضها تحقق، لكن تلك التي لم تتحقق كانت لها أيضاً أصداء بارزة.
الدوري الانكليزي كالعادة كان الأنشط والاكثر انفاقا بين نظرائه في القارة العجوز، خلال نافذة الانتقال التي بدأت في 9 يونيو/حزيران، وانتهت بنهاية الساعة الاخيرة من الشهر الماضي، بنقل 148 لاعبا إلى أنديته، وهو أكثر بـ16 لاعبا من الصيف الماضي، في حين شهد صيف 2019 ضم 126 لاعبا، لكن هذا لم يعن ان القيمة المتبادلة كانت الاعلى، بل مجموع ما أنفقته الاندية الانكليزية كان أقل بـ11% عن الصيف الماضي، الذي بدوره كان أقل بـ9% عن صيف 2019. وفي الخلاصة فان ما انفق كان أكثر بقليل من مليار و100 مليون جنيه استرليني، وهي الأقل منذ صيف 2015. وطبعا قلة الانفاق وزيادة عدد المنتقلين، يدل على العديد من الصفقات المجانية، التي شكلت 22% من مجمل صفقات هذه النافذة. وبين الدوريات الخمسة الكبرى، كانت أندية البوندسليغا الألمانية الوحيدة التي زاد انفاقها هذا الموسم مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية.
لكن أبرز المفارقات كانت الأسماء الكبيرة التي انتقلت هذا الموسم، على غرار العدوين الازلين ميسي ورونالدو، اضافة إلى الأسماء الكبيرة مثل لوكاكو وغريزمان وغريليش وفاران وسانشو، لكن تظل أبرز صفقات هذا الصيف هي تلك التي لم تحدث. فكيليان مبابي كان من المفترض ان يكون يستعرض فنياته في استاد «سانتياغو بيرنابيو» مع الاعلان عن ضمه من باريس جيرمان، لو صدق الجميع ما تناقلته الوسائل الاعلامية الاسبانية، خصوصا الصحف والبرامج التلفزيونية المدريدية، طيلة الأسابيع الماضية، التي أصابت عشاق ريال مدريد بالهوس من كثر ما هولت وبالغت لقرب انجاز الصفقة، والتي للأسف لعبت خلالها دور المشجع وليس الدور المهني، فكانت بوقاً لرئيس الريال فلورينتينو بيريز تنقل أفكاره وأحلامه وأمنياته، عوض قيامها باستقصاء الحقائق، فكانت النتيجة النهائية صدمة هائلة لمشجعي الريال حول العالم جراء فشل «المفاوضات»، رغم انه لم تكن هناك أي «مفاوضات» على الاطلاق بين الريال وسان جيرمان، فقط كان هناك طرف عرض 160 مليون يورو لضم مبابي، فلم يلق الرد، فرفع العرض إلى 170+10 ملايين، وأيضا جوبه بالصمت، لكن الاعلام المدريدي كان يصر على أن الامور تسير على ما يرام ومبابي سيصبح مدريدياً قريباً، في حين كانت ادارة سان جيرمان واضحة جداً، بعدم رغبتها في البيع بأي ثمن، بل حققت أمنيتها بجمع مجموعة من أبرز النجوم لتحقيق هدف واحد وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا، قبل ان يفعل مانشستر سيتي، في صراع خفي بين الكيانين. وكانت ادارة سان جيرمان تستخدم اعلامها لـ«تطفيش» الريال بالتصريح بانها لن تبيع بأقل ما دفعه لموناكو لضم النجم الفرنسي، على أمل ألا يفكر الريال بأي محاولة جديدة، لكن دائما كانت هناك أسباب وافكار لدى الاعلام المدريدي الواثق لسبب «تعنت» ادارة سان جيرمان في بيع نجم ينتهي عقده بعد سنة، وانها بالنهاية سترضخ لواقع انها لن ترفض مبلغ الريال الكبير، بل تغنى الكثير من أنصار الميرينغي بـ«الداهية» و«الثعلب» بيريز، الذي اختار الوقت المناسب للحظي بهدفه مبابي، وانها خطوات مدروسة، وهي تذكرني بدهائه في التعامل مع غاريث بيل، الذي يتقاضى 600 ألف يورو اسبوعياً ولا يخجل من الاعلان ان لعب الغولف عنده أهم من اللعب للريال.
انهيار صفقة رحيل مبابي عن سان جيرمان سرقت الأضواء، مثلما جذبت محاولات مانشستر سيتي في كسر الرقم القياسي لبدل الانتقالات في انكلترا، عندما حاول ضم هاري كاين من توتنهام، وهو انهيار شبيه بصفقة مبابي، كونه لم تكن هناك أي مفاوضات بين توتنهام والسيتي، بل رفض دانييل ليفي رئيس سبيرز في الرد على اي اتصال من ادارة السيتي. وفي مانشستر، أيضاً كانت هناك صفقة ثانية لم تنجز للسيتي، عندما غير النجم البرتغالي رونالدو، وجهته في اللحظات الاخيرة إلى فريقه السابق يونايتد، بعد نعته بـ«الخائن» و«نجم بلا ولاء» من أنصار الشياطين الحمر قبلها بيوم، إلى درجة ان بعضهم حرق فانلته السابقة بقميص يونايتد.
أيضاً ما لفت نظري في هذه الانتقالات، ليس هول رحيل ميسي عن برشلونة، بقدر «المسرحية» الهزلية التي نفذها رئيس البارسا لابورتا مع نجمه الراحل ميسي، كي يرفعا الحرج واللوم عنهما في عملية فك الارتباط المتفق عليها مسبقاً، ومحاولة القاء اللوم على رابطة الدوري الاسباني، لكن في النهاية أتخيل جماهير البارسا وهي تفكر بمستقبل فريقها بعد رحيل ايضا غريزمان في اللحظات الأخيرة قبل اغلاق النافذة، وبالخط الهجومي الذي قد يتكون من المغمورين لوك دي يونغ ومارتن بريثويت، بعدما كانوا يفخرون بـ«أم اس ان» الرهيب: ميسي وسواريز ونيمار، وكله بسبب رئيس غير كفؤ، عوقب على تدمير ناد بمجرد اقالته من منصبه.

خلدون الشيخميركاتو