وقال المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت، إن الإساءات العنصرية التي وجهت لبعض لاعبي الفريق “لا تغتفر”، حسب ما نقلته وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا”.
وتعرض بوكايو ساكا وماركوس راشفورد وجادون سانشو لإساءات عنصرية بعد أن أهدروا فرص التسجيل خلال ضربات الجزاء الترجيحية، وهو ما كلف المنتخب الإنجليزي لقب البطولة الأوروبية.
واتحد عدد من الشخصيات البارزة في الرياضة وكذلك في الحكومة إلى جانب الأمير ويليام دوق كامبريدج، في إدانة تلك الإساءات، وقال ساوثغيت: “تعرض بعضهم للإساءة هو أمر لا يغتفر حقاً”.
وأضاف: “هذا ليس شيئا ندافع عنه فقط. وإنما كنا منارة لتجميع الناس عبر الارتباط بالمنتخب الوطني، فالمنتخب الوطني يمثل الجميع ويجب أن تستمر الروح الجماعية”.
وأضاف: “لقد أظهرنا قوة بلادنا عند الاتحاد والتمتع بهذه الطاقة والروح الإيجابية بشكل جماعي”.
ودافع عن بوكايو ساكا قائلاً: “بوكايا على وجه الخصوص كان نجما بلا شك في هذه البطولة، فقد استعرض نضجاً مذهلاً وقد رسمت عروضه البسمة على وجوه الكثيرين. لقد أصبح عنصراً بالمنتخب ذو شعبية، وأدرك أنه يحظى بدعم الجميع”.
وأصدر نادي آرسنال بيانا أبدى فيه فخره بالطريقة التي مثل بها ساكا ناديه ومنتخب بلاده خلال البطولة الأوروبية، كما أبدى النادي حزنه إزاء ما تعرض له اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً من إساءة.
وذكر النادي في بيانه: “يحزننا قول إننا ندين العنصرية بحق عدد من اللاعبين ذوي البشرة السمراء”.
وأضاف: “هذا لا يمكن أن يستمر ويجب على منصات التواصل الاجتماعي والسلطات، التحرك لضمان توقف هذه الإساءة المثيرة للاشمئزاز التي يتعرض لها لاعبونا بشكل يومي”.
وتابع: “لدينا عمليات تطبق داخليا في نادي أرسنال لضمان دعم لاعبينا نفسيا وعمليا في مواجهة تلك القضايا، لكن للأسف ليس بأيدينا القيام بالكثير في هذا الشأن”.
وقال الأمير ويليام دوق كامبريدج، الذي يرأس الاتحاد الإنجليزي للعبة إنه شعر بالاشمئزاز إزاء هذه الإساءات.
وأضاف عبر موقع شبكة التواصل الاجتماعي: “من غير المقبول مطلقا أن يتعرض اللاعبون لهذا السلوك الكريه.. يجب أن يتوقف هذا الآن ويجب محاسبة كل المتورطين”.
وأعلن نادي ليتون أورينت المنافس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي أنه فرض حظرا لمدة ثلاثة أعوام بحق مشجع ممن يحملون التذاكر الموسمية، فيما يتعلق بالإساءة لاعبي المنتخب.
وذكر النادي في بيان :”تم إبلاغ النادي بأفعال المشجع المذكور عبر تويتر في وقت متأخر من الليلة الماضية، وتم اتخاذ إجراء سريع تمثل في فرض الحظر”.
كذلك أدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل ووزير الثقافة أوليفر دودن، تلك الإساءات، لكن جاري نيفيل مدافع المنتخب الإنجليزي السابق انتقد إدارة رئيس الوزراء جونسون.
وقال نيفيل في تصريحات لشبكة سكاي: “أنا أقرأ فقط الأخبار العاجلة الخاصة بك، ويقال فيها رئيس الوزراء يدين الإساءة العنصرية للاعبي المنتخب الإنجليزي”.
وأضاف: “غاريث ساوثجيت واللاعبون أبلغونا قبل أسابيع قليلة بأنهم سيجثون على ركبة واحدة لتعزيز المساواة وقد كان ذلك ضد العنصرية”.
وتابع :”وقال رئيس الوزراء إنه من المقبول لمواطني هذا البلد إطلاق صيحات الاستهجان ضد هؤلاء اللاعبين الذين كانوا يحاولون تعزيز المساواة والدفاع ضد العنصرية. الأمر يبدأ من القمة”.
وأضاف: “لم أشعر بأدنى دهشة عندما استيقظت على هذه العناوين، فقد توقعت ذلك في اللحظة التي أهدر فيها اللاعبون الثلاثة (ضربات الجزاء الترجيحية)”.
ورفض مقر رئيس الوزراء البريطاني في داونينج ستريت اتهامات نيفيل، حيث قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء “هذا ليس دقيقاً”.
وأضاف :”كان رئيس الوزراء واضحا في إبداء رغبته في رؤية الجميع خلف الفريق لتشجيعه. أوضح ذلك في يوم 11، قبل أول مباراة لإنجلترا”.
وكررت منظمة “كيك إيت آوت” المناهضة للتمييز، نداءها لشركات التواصل الاجتماعي والحكومة بمكافحة الإساءة على المنصات الاإكترونية.
وقال توني بيرنت الرئيس التنفيذي للمنظمة: “سنواصل العمل مع شركائنا في كرة القدم من أجل نبذ التمييز من اللعبة، لكننا ندعو من لديهم القوة للتحرك الآن”.
وأضاف: “شركات التواصل الاجتماعي بحاجة إلى بذل المزيد من أجل القضاء على الإساءات عبر منصاتها، كما أن الحكومة بحاجة إلى تكثيف الجهد والوفاء بوعودها فيما يتعلق بتنظيم الأمور”.
وقام موقع تويتر خلال آخر 24 ساعة بحذف أكثر من ألف منشور، بشكل استباقي، بداعي انتهاك سياسته كما اتخذ إجراءات سريعة بتعليق عدد من الحسابات بشكل دائم.
كذلك أعلنت شركة فيسبوك، التي تمتلك إنستجرام، أنها تحاول حذف المحتوى الضار بأسرع شكل ممكن كما تشجع الناس على استخدام الأدوات التي يتيحها الموقع لمنع إساءة الاستخدام.