وأظهرت الاختبارات التي أجريت بعد عودة المسافرين “كمية كبيرة” من الجينات المقاومة لمضادات الميكروبات، تُفقد المضادات الحيوية الشائعة الاستخدام فاعليتها.
كذلك تبيّن للباحثين أن ثلث المشاركين الذين سافروا إلى جنوب شرق آسيا لديهم جين مقاوم لمضاد حيوي يستخدم كـ”ملاذ أخير”، لعلاج الالتهاب الرئوي أو التهاب السحايا على سبيل المثال.
وقال المعدّ المشارك لهذه الدراسة ألاريك دسوزا إن “هذه النتائج تُظهر بوضوح أن السفر الدولي يمكن أن يتسبب بانتشار مقاومة لمضادات الميكروبات في العالم”.
وتنشأ هذه المقاومة بشكل طبيعي على مدى آلاف السنين في الظروف العادية بسبب تعرض البكتيريا للمضادات الحيوية الطبيعية. لكنّ استخدام البشر المتزايد للمضادات الحيوية عجّل في هذه العملية.
ونبهت الدراسة إلى أن هذا الاتجاه يهدد 70 عاماً من التقدم في علاج الأمراض المعدية.
ولاحظ الباحثون أن الجينات المقاومة تختلف تبعاً للأماكن التي يزورها المسافرون.
وأبدوا قلقهم خصوصاً في شأن المسافرين العائدين من جنوب شرق آسيا حاملين جين “إي سي آر-1” المقاوم للكوليستين، وهو مضاد حيوي من فئة “الملاذ الأخير” يُستخدم عندما لا تعود الأدوية الأخرى تعطي النتيجة المنشودة.
وشدد ألاريك دسوزا على ضرورة “التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات في الدول المنخفضة الدخل التي تسجّل فيها معدلات مقاومة مرتفعة، وتُعتبر موازنات الصحة العامة فيها منخفضة”.
وخلص إلى أن “هذا النهج الدولي لن يساعد فقط البلدان المعنية، بل قد يفيد الدول الأخرى أيضاً من خلال الحد من الانتشار الدولي للجينات المقاومة”.