ولا يقتصر الأمر على الجانب الإيجابي إذ إن هناك جوانب سلبية أيضًا. فقد يعاني الذين يستهلكون الكثير من الكافيين من آثار جانبية سلبية مثل تزاحم الأفكار والكلمات، وتشنجات العضلات، والغثيان، والقلق، والأرق.
وفي المقابل، فمن المعلوم أن الشعور باليقظة بعد فنجان من القهوة يمكن أن يستمر لمدة متوسطها ست ساعات. وهنا تكمن أهمية التوقيت في الصباح أو خلال بعد الظهر. لذلك فالسؤال المهم الذي يمكن طرحه: ما أفضل وقت في اليوم لشرب القهوة إذا كنا نرغب في الحصول على أفضل طاقة ممكنة في العمل؟ والجواب عن هذا السؤال متوفر لدى الباحثين وخبراء التغذية الذين يرون أن التوقيت المثالي يتعلق بعمرالإنسان.
بالنسبة للشباب أظهرت دراسة نشرت عام 2016 أجريت على مجموعة طلاب جامعيين يتناولون القهوة بانتظام أنها أسهمت في تعزيز أداء الذين يشربون القهوة في الصباح في الامتحانات التي تم اختبار ذاكرتهم فيها بين الساعة السادسة صباحاً والثانية ظهراً على عكس الذين يشربون القهوة خلال فترة بعد الظهر.
أما فيما يتعلق بكبار السن الذين يعانون من انخفاض في أداء الذاكرة في الفترة الصباحية فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2002 على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا أن فنجانًا واحدًا من القهوة، تم تناوله قبل 30 دقيقة من الاختبار أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الأداء.
ومن المعلوم أن الكافيين الموجود في القهوة يكون فعالاً بعد وقت قصير من تناوله، لذلك من المهم أن نضع في الحسبان الوقت الذي نحتاج إلى أن نكون يقظين فيه قبل الشروع في تناول القهوة .
تقول أخصائية التغذية تامار صامويلز: “إذا كان لدى الإنسان تفاعل متوسط مع الكافيين، فيجب أن يشعر باليقظة والتركيز خلال ساعة إلى ست ساعات بعد تناول القهوة، سواء أكان ذلك في الصباح أم بعد الظهر”
وترى أيضاً أنه لا توجد أبحاث فاصلة في هذا المجال. غير أن العمر والعرق والثقافة لها ثأثيرها جميعاً على الوقت الأمثل لشرب القهوة من أجل تحسين الأداء الوظيفي.
وتنصح صامويلز الأشخاص الأكثر حساسية لتأثيرات الكافيين الحد من استهلاك القهوة في الصباح لمنع اضطرابات النوم والقلق وسرعة ضربات القلب والأعراض الأخرى الناتجة عن الإفراط في تناول الكافيين، بحسب ما أوردت صحيفة هافنغتون بوست.