تأجيل موعد بداية تصفيات كأس العالم الخاصة بمنطقة إفريقيا التي كانت مقررة بداية يونيو/حزيران الى بداية سبتمبر/أيلول 2021 لدواعي صحية تتعلق بتداعيات تفشي وباء كورونا وصعوبة احتضان بعض البلدان الافريقية لمبارياتها، وتأخر انطلاق التصفيات الخاصة بمنطقتي أمريكا الجنوبية وآسيا والكونكاكاف لنفس الأسباب، ينذر بتأجيل مرتقب لنهائيات كأس العالم المقررة في قطر الى نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في سابقة أولى من نوعها ستنعكس على رزنامة باقي المسابقات الدولية والقارية في ظل الإجراءات الوقائية والصحية التي تنفرد بها كل دولة على حدى، والتي قد تمنع تنظيم بعض المباريات التصفوية في موعدها ومكانها، وتؤدي إلى تأجيل مسابقات وتغيير مواعيد مسابقات أخرى دولية وقارية ومحلية تفرض على الفيفا اللجوء إلى تأجيل موعد المونديال بسنة، بدون العودة إلى سلطات البلد المنظم الذي سيجد نفسه بدوره أمام الأمر الواقع.
بعض المراقبين يعتقدون أن التأجيل يدخل ضمن مخططات جديدة تسعى الى تجسيدها لاحقا هيئة إنفانتينو التي تدرس مشروع إقامة نهائيات كأس العالم كل سنتين ابتداء من سنة 2026، ومخطط آخر تريد فرضه على الاتحاد الافريقي بفرض تنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا مرة واحدة كل أربع سنوات، خاصة بعد تغيير موعدها من الصيف الى بداية الشتاء مثلما سيكون عليه الحال في يناير/كانون الثاني 2022 بالكاميرون، خاصة بعدما صار إنفانتينو وصيا على الهيئة القارية منذ مؤتمر الرباط الأخير، بينما يفكر الاتحاد الأوروبي من جهته في تنظيم نهائيات كأس أمم أوروبا كل سنتين أيضا لتحقيق المزيد من مداخيل حقوق البث وعمليات بيع التذاكر وتعويض الخسائر التي تعرض لها الاتحاد الأوروبي الذي يسعى لتكثيف مباريات المنتخبات وقطع الطريق على مشروع الكأس السوبر الأوروبي الذي تريده الأندية الكروية الكبيرة.
سيناريو تأجيل كأس العالم المقبلة يراد من خلاله أيضا تمديد فترة ولاية إنفانتينو، أو ضمان فترة رئاسية ثانية في الجمعية العمومية الانتخابية المقررة على هامش مونديال قطر، سواء كان في موعده أو في سنة 2023، لكن يبقى كل شيء متوقف على تطورات وتداعيات تفشي وباء كورونا والإجراءات الوقائية والبروتوكول الصحي الذي يفرضه كل بلد عند نهاية السنة الجارية، ومدى تأثيره على تصفيات كأس العالم التي قد تشهد تأجيلا جديدا لمواعيدها على مستوى كل القارات، وهي أمور تتوقعها الفيفا بحسب تقديراتها، خاصة وأن بعض البلدان يشهد تأخرا كبيرا في تطعيم سكانه، وبعضها الآخر لا يزال يفرض بروتوكولا صحيا على زواره يقتضي نقل مبارياته الى بلدان أخرى أو تأجيلها.
الاتحادات القارية لا يمكنها بمفردها اتخاذ قرار تأجيل المباريات التصفوية بدون تنسيق مع الفيفا التي تشرف على التصفيات المؤهلة الى المونديال وكل المسابقات الدولية، وهي المخولة بتحديد الرزنامة الدولية وتأجيل المونديال من عدمه بدون العودة حتى الى البلد المنظم، ليبقى كل شيء مرتبطا بعمر الفيروس وتداعيات الوباء ومدى امكانية استكمال التصفيات في موعدها مهما كانت استعدادات قطر واقترابها من الانتهاء من كل المشاريع المرتبطة بالعرس العالمي، والتي حافظت على وتيرتها رغم الجائحة والأزمة الاقتصادية العالمية والحصار الذي تعرضت له من بعض جيرانها لأكثر من ثلاث سنوات، خلفت تاثيرات تم تجاوزها بنجاح، ليبقى الهاجس الأكبر هو وباء كورونا.
قطر البلد المنظم للمونديال لن تمانع قرار التأجيل اذا صدر عن الفيفا بسبب تأخير التصفيات، ولا يزعجها في نفس الوقت تنظيم المونديال في موعده بسبب جاهزية ملاعبها ومرافقها وبنيتها التحتية، وما أظهرته من قدرات كبيرة في تطبيق البروتوكول الصحي في كل المسابقات التي نظمتها لحد الأن، لكن الأكيد أن استمرار تفشي الوباء سيكون له انعكاس على الحضور الجماهيري رغم أن “القطرية للطيران” تبقى من أكثر الشركات نشاطا عبر العالم في زمن الجائحة، والدخول إليها قد يصبح في متناول الكثير من الزوار بعد إعلانها عن تخفيف إجراءات الحظر والحجر على ساكنيها وزوارها ضمن مراحل تبدأ نهاية الشهر الجاري إلى غاية نهاية يوليو/تموز المقبل بالموازاة مع تزايد أعداد ساكنيها الذين تم تطعيمهم.
شهر سبتمبر المقبل سيكون فاصلا في تحديد الموعد النهائي لمونديال قطر، عندها سيعلن إنفانتينو عن قراره الذي يخدمه بالدرجة الأولى لتحقيق كل مشاريعه بالموازاة مع استمرار المعركة العالمية ضد وباء لا نعرف مدى تداعياته وتأثيراته بعد ثلاثة شهور من الآن!