أصبحت مستعمرة جبل طارق أول منطقة في العالم تنجح في تلقيح أكثر من 70% من السكان بل تكاد تصل إلى 80% ضد كوفيد-19، وأنهت إجراءات الحجر. وبهذا تحولت إلى مختبر للعالم لمعرفة كيف ستعمل المناعة الجماعية في مواجهة الجائحة.
وتعد صخرة جبل طارق التي تتمتع بالحكم الذاتي تحت التاج البريطاني بمثابة دويلة صغيرة يعيش فيها قرابة 30 ألف من السكان، وهذا ما ساعدها على تلقيح غالبية السكان، أي أكثر من 70%. وهذه هي النسبة التي يطمح لها العلماء لتتبع مدى احتواء فيروس كورونا واستعادة الحياة العادية. وقد حصل أكثر من 22 ألفاً من السكان على حقنتين الأولى والثانية، ولا يتعلق الأمر باللقاح البريطاني-السويدي أسترازينيكا بل باللقاح الأمريكي فايزر.
ونتيجة تحقيق هذه النسبة من اللقاح في صفوف السكان، قررت حكومة هذه المستعمرة رفع إجراءات المراقبة بشكل نهائي تقريبا، مثل عدم ارتداء الكمامة إلا في الحالات الاستثنائية والإبقاء على الحانات مفتوحة حتى الثانية صباحا، علاوة على استعادة الحياة الاجتماعية إيقاعها مثل الحفلات والتجمعات بدون شروط. وتوجد الآن في صخرة جبل طارق 11 حالة فقط من المصابين بالفيروس، وكلها تحت السيطرة والعزل لمنع إعادة انتشار الفيروس.
وكتبت صحيفة “الباييس” اليوم الأحد حول الموضوع “مختبر ما بعد الكوفيد-19 اسمه جبل طارق”، لتبرز كيف تحولت هذه الصخرة إلى مختبر حقيقي للعلماء لمعرفة مدى السيطرة على الفيروس بعد تعميم اللقاح، علاوة هل سيتم رصد حالات الإصابة مجددا في صفوف من كانوا مصابين، وهذا من أهم الأشياء التي تهم العلماء. وفي الوقت ذاته، كيفية تعامل الناس مع هذا التطور.
وتنقل إذاعة جبل طارق فرحة الناس بهذا التحول واستعادة الحياة تقريبا بشكل طبيعي، لكن تبرز الحذر في صفوفهم أي نسبة عدم التفريط فيما حققوه. ورغم تلقيح أكثر من 70%، تفرض حكومة الصخرة على القادمين من بريطانيا جوا تحاليل الخلو من الفيروس.
ومن ضمن اهتمام العلماء هو كيفية تطور الفيروس في جبل طارق بحكم نسبة التلقيح في الصخرة مرتفعة بينما في المناطق المجاورة لها في الجزيرة الخضراء نسبة التلقيح ما زالت محدودة للغاية. وتصرح ماتيلدي كانييليس متخصصة في عالم الفيروسات أن حالة جبل طارق نموذج لما قد تصبح عليه أوروبا بحكم الخلل في التلقيح بين دول لديها إيقاع مرتفع في التلقيح وأخرى لا.