ممثلة روسيا في “يوروفيجن” تثير غضب المحافظين

تمكنت ممثلة روسيا في مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” الطاجيكية مانيغا سانغين التي اكتسبت شعبيتها عبر شبكة إنستغرام والمرشحة بأغنية تتناول وعي المرأة، من استقطاب جمهور كبير مقتنع بقضايا تتناقض مع التوجهات الروسية المُحافِظة، تطرحها هذه الناشطة النسوية المدافعة عن الأقليات والمثليين جنسياً.

وكاتت المفاجأة كبيرة في 8 مارس (آذار) عند اختيارها بتصويت الجمهور ضمن برنامج عبر محطة “بيرفي كانال” الرسمية لتمثيل روسيا ضمن المسابقة التي تقام في هولندا في مايو (أيار) المقبل.

فكلمات أغنيتها “راشن وومن” (المرأة الروسية” والمسار النضالي لهذه اللاجئة المتحدرة من طاجيكستان، المسلمة في آسيا الوسطى التي كانت في الماضي جزءاً من الاتحاد السوفياتي، بعيدة كل البعد عن المبادئ التي عادة ما تعمل على نشرها محطات التلفزيون الرسمية.

ولاحظت صحيفة “نوفايا غازيتا” المستقلة أن التصويت لمانيغا على محطة التلفزيون الفدرالية “هو بمثابة إعلان حرب على كره الأجانب وكره النساء في روسيا”.

فبأسلوب الراب، وبثيابها الحمراء، تغني مانيغا كلمات تدين الصور النمطية التي تعانيها النساء، ومنها مثلاً “حسناً، أنتِ في أواخر الثلاثينات من عمرك ولا تزالين من دون أطفال؟ بشكل عام، أنتِ جميلة لكنك بدينة جداً”.

وشرحت المغنية في استديو تسجيل عصري في موسكو، أن الأغنية التي تمزج بين موسيقى الهيب هوب والفولكلور الروسي “تستهدف الأحكام المسبقة” التي كانت هي نفسها هدفاً لها.

وكان ذلك كافياً لإثارة غضب المحافظين الروس من هذه المرأة التي نالت شهادة في علم النفس وهي في العشرين وبَنَت سمعتها انطلاقاً من الشبكات الاجتماعية، حيث يفيد الشباب من حرية التعبير التي لا توفرها لهم وسائل الإعلام التقليدية.

إهانة الروسيات بشكل فاضح
واتهمتها جمعية نساء أرثوذكسيات مثلاً بـ “إهانة النساء الروسيات بشكل فاضح” وبالتحريض على “كراهية الرجال، ما يقوض أسس الأسرة التقليدية”.

تحريض على العداء بين الأعراض
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية ذات النفوذ القوي أنها تدرس شكوى من منظمة تدين النص باعتبار أنه يحرض على “العداء بين الأعراق”.

وفي 2019 أطلقت تطبيقاً للهاتف المحمول يشكل نظام إنذار يربط مراكز المساعدة بضحايا العنف المنزلي، وهي مشكلة حاضرة بقوة في روسيا التي امتنعت حتى الآن عن مكافحتها.

ومع أن اسمها مانيغا سانغين يعني “الحجر الناعم” باللغات الفارسية، فإن المغنية الشابة التي غالباً ما ترافقها والدتها، وهي “معلمتها” ومصممة أزيائها، قوية المراس وصاحبة خبرة ومسار مميز أكسبها صلابة.

فعند ولادتها بطاجيكستان في 1991، بقيت 8 أيام في غيبوبة. ثم دمرت قذيفة منزلها في الحرب الأهلية التي مزقت بلدها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ومنذ 1994، عاشت مع عائلتها الحياة اليومية الصعبة للاجئين غير الشرعيين في موسكو، في خضم الفوضى الاقتصادية التي أعقبت الحقبة السوفياتية.

وروت أن “رائحة الخوف” طبعت طفولتها عندما كانت مهاجرة، وهي تجربة دفعتها لتصبح في ديسمبر (كانون الأول) سفيرة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في روسيا، وأن تبادر مثلاً إلى جمع المال لشراء حقائب مدرسية للتلاميذ من عائلات مهاجرة في موسكو.

تعاطف مع اللاجئين
وأكدت مانيغا أن لها “تعاطف فطري” مع اللاجئين الذين رأت أنهم يعانون “عبودية قانونية” في كل أنحاء العالم.

وباتت مانيغا اليوم تعتبر أن هويتها روسية وأن البلد الذي استضافها هو وطنها.

وقالت: “أفكر بالروسية، أقول أحبك بالروسية، أريد أن أعيش في روسيا، وأريد الشيء نفسه لأطفالي في المستقبل”.

رئيسيروسيايوروفيجن