تشير دراسة جديدة من المقرر نشرها لأول مرة في مجلة أمراض الجهاز الهضمي هذا الربيع إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب شائع يسمى اضطراب مريء باريت، وهو أحد مضاعفات مرض الجزر المعدي المريئي، يمكن أن يصابوا بالفيروس من خلال الطعام.
وقال الدكتور جيسون سي ميلز، من جامعة واشنطن: “ بعد البحث ودراسة الكثير من الحالات، تبين بأن جزءاً من الأشخاص المصابين باضطراب المريء، كانوا أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا عبر الطعام”
وفقاً للعلماء، قد يسبق تطور مريء باريت الورم الغدي، وهو نوع من السرطان يتشكل في الجزء السفلي من المريء، وفي السنوات الأخيرة، زادت معدلات الإصابة بالسرطان الغدي، خاصة عند الذكور البيض.
كيف يمكن لشخص مصاب بمريء باريت أن يصاب بفيروس كورونا الجديد من خلال الطعام؟
لدى الشخص السليم، يُعتقد أنه حتى إذا كان الطعام والشراب يحتويان على جزيئات فيروس كورونا، فإن حمض المعدة سيعطلها بسرعة. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتجاع معدي، فقد يعانون من تلف طويل الأمد في المريء، حيث يتراجع حمض المعدة بشكل روتيني.
بمرور الوقت، كما هو الحال مع بعض الأشخاص المصابين بالارتجاع المعدي المريئي، يمكن أن تتغير خلايا المريء وتبدأ في التشابه مع خلايا الأمعاء. الخلايا المعوية لديها مستقبلات قادرة على الارتباط بفيروس كورونا الجديد، مما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن الخلايا المبطنة للمريء لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المريء يمكنها أيضًا تطوير هذه المستقبلات. لذا، عند تناول أو شرب شيء ملوث بجزيئات فيروسية نشطة، يمكن للمستقبلات الارتباط بالفيروس والتسبب بإصابته بالعدوى.
ماذا كشفت هذه الدراسة؟
قام الباحثون بتحليل أنسجة 30 مريضًا يعانون من مريء باريت. وتبين بأن كل عينة من الأنسجة تحتوي على مستقبلات لفيروس كورونا، وهو شيء تفتقر إليه خلايا المريء الطبيعية.
قام العلماء بعد ذلك ببناء أعضاء مصغرة تحاكي المريء باستخدام عينات أنسجة وخلايا مأخوذة من أشخاص يعانون من مريء باريت. وأظهرت النتائج بأن الفيروس كان قادرًا على الارتباط بالمستقبلات وإصابة الأعضاء المصغرة.
وأكد الباحثون على الحاجة للمزيد من الدراسات المستقبلية باستخدام بيانات من أعداد كبيرة من المرضى لتأكيد نتائج الدراسة الحالية والتي تفترض بأن الأشخاص الذين يعانون من حالة اضطراب المريء، هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا عبر الطعام أو الشراب، بحسب ما أورد موقع “إم إس إن” الإلكتروني.