نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مِلكية قصر أسطوريّ مصوّر في مقطع فيديو لاقى انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، بعد أن كشف عنه فريق المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني.
وكان أنصار المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني نشروا الأسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يصور قصرا أسطوريًا أطلقوا عليه اسمه “قصر بوتين”.
وسجل الفيديو مشاهدات فاق تعدادها 86 مليون مشاهدة. ويقول ناشرو الفيديو إن القصر المشيد على شاطئ البحر الأسود، اضطلع بتمويل بنائه أثرياء مقربون من بوتين.
ويضيفون بأن القصر ملحق به ملهى، وساحة تزلّج، وبستان كرْم.
وخرج الآلاف في مسيرات مؤيدة لـ نافالني في أنحاء روسيا يوم السبت.
وكان المعارض الروسي الأبرز، البالغ من العمر 44 عاما، تلقّى قبل أسبوع حُكما بالسجن 30 يوما، لاتهامه بمخالفة قواعد إطلاق سراحه المشروط.
واعتُقل نافالني لدى عودته إلى موسكو قادما من برلين يوم 17 يناير/كانون الثاني الجاري. وكان المعارض الروسي قد نجا من هجوم قاتل بغاز للأعصاب في أغسطس/آب الماضي.
ووصف بوتين فيديو القصر بـ “الملفّق والمملّ”، قائلا إنه شاهد مقاطع منه لكن لا وقت لديه لمشاهدته كله.
وأكد بوتين لـ تلاميذ عبر تقنية الفيديو كونفرانس: “لا أنا ولا أي من أقاربي نمتلك الآن ولا في أي وقت مضى شيئا مما جُمع وأُعِّد وعُرِض في هذا الفيديو على أنه مِلكي”.
وقال بوتين إن الأطفال لا ينبغي أن يشاركوا في مظاهرات تجوب الشوارع مؤيدة لـنافالني، مضيفا في الوقت ذاته أن على الشرطة التعامل مع المتظاهرين في حدود القانون، حسبما نقلت وكالة رويترز للأنباء.
وقال بوتين إنه لا ينبغي لأحد السعي لتحقيق “أغراضه الطموحة” لا سيما في السياسة عبر المظاهرات، في إشارة ظاهرة لـ نافالني.
وأطلق فريق المعارض البارز مقطع الفيديو المشار إليه بعد الزجّ بـ نافالني في السجن لدى عودته إلى موسكو.
ويزعم محققون أن تكلفة القصر المشار إليه تناهز 1.37 مليار دولار، وأن عملية تمويله تمثّل “أكبر رشوة في التاريخ”.
ويقول نافالني في الفيديو: “لقد شيدّوا قصرا لزعيمهم بهذه الأموال”.
وأنكر الكرملين الأسبوع الماضي امتلاك الرئيس للقصر.
ويزعم الفيديو أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يمتلك نحو 70 كليو مترا مربعا من الأرض المحيطة بالقصر.
من هو أليكسي نافالني؟
يُعرف أليكسي نافالني بنشاطه ضد الفساد، وهو أبرز وجوه المعارضة التي تواجه الرئيس فلاديمير بوتين.
وحاول نافلني الترشح للانتخابات الرئاسية في 2018، ولكنه مُنع بعد إدانته في قضية اختلاس أموال، يقول إنها لُفّقت ضده لأغراض سياسية.
ويحظى نافالني كمدوّن جريء بملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تمكن من مساعدة عدد من أنصاره في الفوز بالانتخابات المحلية في سيبيريا في 2020.