قتل عشرة أشخاص على الأقل وأصيب العشرات في انفجارات وقعت في مطار عدن الأربعاء عند وصول طائرة تقل الحكومة اليمنية الجديدة، على ما أفادت مصادر طبية وكالة فرانس برس.
وقال مصدر طبي “قتل عشرة أشخاص على الأقل وأصيب العشرات” في الانفجارات، مشيرا إلى أن “الحصيلة أولية”.
وأوضح مصدر طبي آخر أن من بين القتلى مدنيين ورجال أمن بينما لم يصب أي من أعضاء الحكومة اليمنية بأذى.
وكتب رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك في تغريدة “نحن وأعضاء الحكومة في العاصمة الموقتة عدن والجميع بخير”.
وأكد عبد الملك أن “العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى شعبنا العظيم ولن يزيدنا إلا إصرارا على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار”.
ولم تتضح الجهة المسؤولة عن شن الهجوم، بينما اتهم وزير الإعلام معمر الإرياني في تغريدة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بالوقوف وراءه.
وأوضح الإرياني “نؤكد أن الهجوم الإرهابي الجبان الذي نفذته مليشيا الحوثي المدعومة من ايران لمطار عدن لن يثنينا على القيام بواجبنا الوطني وأن دماءنا وأرواحنا لن تكون أغلى من دم اليمنيين”.
وأظهرت مشاهد عرضتها قناة “الحدث” السعودية التي كانت في بث مباشر من المطار عند وصول الحكومة اليمنية، أعمدة دخان تتصاعد من مبنى المطار بينما تناثر الحطام في المنطقة. كذلك سمع صوت طلقات نارية في المنطقة.
ووصلت الحكومة اليمنية الجديدة إلى عدن الأربعاء بعد أيام من أدائها اليمين أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في السعودية.
واحتفظ رئيس الوزراء معين عبد الملك بمنصبه في الحكومة الجديدة التي تضم 24 وزيرا بالإضافة إلى رئيسها، بينما جرت تغييرات في عدة وزارات من بينها وزارة الخارجية.
وتضم الحكومة الجديدة وزراء موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي وآخرين مؤيدين للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذراع السياسية للانفصاليين الجنوبيين، إضافة إلى ممثلين لأحزاب أخرى.
وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل حوالى ست سنوات.
لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب حيث تتمركز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وتتهم الحكومة بالفساد وتخوض معارك معها.
وعملت السعودية منذ أكثر من عام على تشكيل الحكومة الجديدة لإنهاء الخلافات والتفرغ لمقاتلة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل السلطة في شمال اليمن المجاور للمملكة.
ومن المفترض أن تعمل الحكومة على إنهاء الخلافات في معسكر السلطة والتفرغ لمقاتلة الحوثيين في حرب وضعت أفقر دول شبه الجزيرة العربية على حافة المجاعة وتسبّبت بمقتل آلاف ونزوح ملايين وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للامم المتحدة.
وأدى النزاع في اليمن إلى مقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين، فيما بات نحو 80 في المئة من السكان يعتمدون على الإغاثة الإنسانية وفقًا للأمم المتحدة. تسبب النزاع كذلك بنزوح نحو 3,3 ملايين شخص.
وكان المتمردون الحوثيون صعدوا في الأشهر الأخيرة هجماتهم ضد السعودية التي شملت منشآت نفطية في المملكة.