أعلنت الأمم المتحدة أنّ ثلاثة جنود من قوات حفظ السلام الأممية قتلوا على أيدي مسلّحين مجهولين في جمهورية إفريقيا الوسطى حيث تجري الأحد انتخابات رئاسية وتشريعية بينما يتواصل القتال بين المتمرّدين والقوات الحكومية.
وجاءت التطورات بعدما أعلن ائتلاف جماعات مسلّحة متمرّدة تخلّيه عن وقف لإطلاق النار وأكد أنه سيستأنف هجومه على العاصمة بعد وصول قوات من روسيا ورواندا لدعم حكومة البلد الغني بالموارد.
وقالت الأمم المتحدة في بيان الجمعة إنّ “ثلاثة من عناصر حفظ السلام البورونديين قتلوا واثنين آخرين أصيبا بجروح” في هجمات استهدفت قوات الأمم المتّحدة وقوات جمهورية أفريقيا الوسطى العسكرية والأمنية.
وأوضح البيان أنّ الهجمات وقعت في ديكوا (وسط) وفي باكوما (جنوب)، من دون مزيد من التفاصيل.
ودان ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الحادثة بشدة داعيا سلطات إفريقيا الوسطى إلى التحقيق بشأن الهجمات “الوحشية”.
كما حذّر من أن تنفيذ “هجمات ضد عناصر حفظ السلام الأمميين قد يعد جريمة حرب”.
وقبيل الانتخابات، اتّهم رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى الحالي فوستين أرشانج تواديرا سلفه فرانسوا بوزيزيه بالتخطيط لانقلاب ضدّه.
وينفي بوزيزيه، الخاضع لعقوبات أممية والممنوع من الترشّح للانتخابات، التهم.
وسيطرت مجموعة مسلّحة الثلاثاء لمدة وجيزة على رابع أكبر مدينة في البلاد قبل أن تستعيدها قوات الأمن مدعومة بقوات حفظ السلام.
وشنّت مجموعات متمرّدة هجوما الأسبوع الماضي وهددت بالتقدّم نحو العاصمة بانغي، في ما وصفتها الحكومة بأنها محاولة انقلاب. لكنهم تراجعوا بضغط دولي.
وانهار الجمعة اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه قبل الانتخابات فيما أعلن “ائتلاف الوطنيين من أجل التغيير” أنه سيستأنف تحرّكه باتّجاه العاصمة.
وتأسس الائتلاف الذي يضم ميليشيات تسيطر على ثلثي البلاد في 19 كانون الأول/ديسمبر على أيدي مجموعات مسلحة تتهم تواديرا بالسعي لتزوير نتيجة الانتخابات.
واندلعت مواجهات مجددا الجمعة في باكوما، على بعد نحو 800 كلم شمال شرق بانغي، بحسب المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مينوسكا) فلاديمير مونتيرو.
وأفادت “مينوسكا” الخميس أن كتيبة مكوّنة من 300 جندي رواندي وصلت إلى البلاد.
كما أرسلت روسيا، التي وقّعت مؤخرا اتفاقا للتعاون العسكري مع حكومة تواديرا 300 عنصر تدريب لدعم قوات جمهورية إفريقيا الوسطى عسكريا قبيل الانتخابات.
وينظر إلى انتخابات الأحد على أنها ستشكل اختبارا رئيسيا لقدرة جمهورية إفريقيا الوسطى على استعادة استقرارها.
لكن السؤال الأهم هو إن كانت نسب المشاركة ستتأثر بدرجة كبيرة بالعنف أو الترهيب، بشكل يؤثر على مصداقية الرئيس المقبل والمجلس التشريعي الذي يضم 140 مقعدا.
وتعاني جمهورية إفريقيا الوسطى، الغنية بالموارد والمصنّفة مع ذلك كثاني أفقر دولة في العالم على مؤشر التنمية البشرية، من عدم الاستقرار منذ استقلت قبل 60 عاما.