كشف الفنان السوري خالد القيش ابن الجولان المحتل، أنه عاش طفولة صعبة وقاسية، وأن طفولته التي قضاها في الجولان السوري المحتل، لا يذكر منها سوى أيام المظاهرات ضد العدوان المحتل والأيام المؤلمة والمريرة.
وأكد القيش في لقائه مع قناة “لنا” ضمن برنامج “شو القصة” الذي تقدمه الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، أنه في سن الثامنة عشرة، وعقب انتهائه من الثانوية العامة، انتقل إلى دمشق من أجل الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وفي ظل تواجده في دمشق توفي والده في الجولان، ولم يستطع أن يحضُر جنازته؛ لأن الحدود تفتح مرة واحدة فقط كل عام، واصفاً ذلك بالقول: “لم أكن موجوداً في جنازة أبي ولا في جنازة أمي التي توفيت مؤخراً، وهذه هي ضريبة الاحتلال؛ سلب الأرض والمشاعر والأحاسيس، وحرمني من هذه التفاصيل”.
وأضاف القيش أنه أتخذ قراراً قطعياً في سن الثالثة والعشرين من عمره، وهو الاستقرار في دمشق وعدم العودة إلى الجولان، معللاً السبب هو انتهاء منحته الدراسية، وأنه إذا عاد للجولان فإنه لا يستطيع الخروج منها مرة أخرى، وإن عاد إليها فهي ليست مناسبة لطموحه ومجال دراسته.
وتابع القيش بالقول: “تركت منزلي، وأهلي وسكان القرية، طفولتي وذكرياتي، ومن شدة غيابي الطويل كانت أمي تقول لي حلمي أن تعود وأراك في منزلنا”.
واعتبر الفنان السوري أن وفاة والدته كانت خطاً مفصليّاً في حياته، وأن الجرح لم يطب وما زال يتخيلها ويراها ويحادثها وكأنها موجودة، معبراً عن ذلك بالقول: “أنا شخص عاطفي جداً، لكني لا أُفصح عن مشاعري بالواقع، أعبر عنها أكثر بالفن وأفرغ طاقتي به”.
وانهمرت دموع الفنان السوري عندما سمع أغنية “الأماكن كلها مشتاقة لك” للفنان محمد عبده، لكونها كانت الأغنية المفضلة لوالدته، مشيراً إلى أنه يراوده شعور صادق بأن والدته راضية عنه.
وبعث القيش رسالة لزوجته ياسمين، عبر الحلقة معتبراً أنها كانت عزاءه الوحيد بغربته عن أهله وقال: “زوجتي عوضتني عن أهلي ووقفت معي عشر سنوات، تحملت مسؤولية الأطفال فيها دون كلل أو ملل.
من جهة أخرى، قال القيش، إنه أخذ حقه في مسلسل “دقيقة صمت” الذي عرض الموسم الرمضاني العام الفائت، لكنه ظُلم في سنوات أخرى، مبيناً أن أجره ارتفع أكثر بعد “دقيقة صمت” لكونه جسّد فيه دور بطولة مطلقة، مؤكداً على أنه يؤمن بالتقمص وبأن الأرواح لا تفارقنا، وأن روح والدته لا تزال على الأرض، ويشعر بها في كل الأوقات.
وعن أمنيته وطلبه من الله تعالى، اعترف الفنان السوري أن تخوفه الوحيد في الوقت الحالي هو من جائحة كورونا، مبيناً أنه لا يخاف على نفسه وإنما على عائلته، معبراً عن ذلك بالقول: “بعد ما جبت ولاد صرت جبان وبخاف عليهم”.