وصِف اليمنيون بأنهم “حليفو الأسفار راكبو الأخطار”، وقد قال الله تعالى في أسفارهم “سيروا فيها ليالي وأياما آمنين”، فردوا “ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم” فمزقهم الله وشتتهم، فكانت لهم هجرات في شرق الأرض وغربها، عانوا فيها مرارة الغربة وعنت الترحال.
ولئن كانت سمة الهجرة ومفارقة الأهل والأوطان مما طبع عليه اليمني على مرّ العصور، فإن الهجرات المتعاقبة تركت أثرها في نفوس اليمنيين وطبائعهم بالقدر الذي مكّنهم من الاندماج في مهجرهم مع المحافظة على بعض تقاليدهم وأعرافهم، مما أكسبهم احترام السكان الأصليين والتأثير فيهم.