saudialyoom
"تابع آخر الأخبار السعودية والعربية على موقع السعودية اليوم، المصدر الأمثل للمعلومات الدقيقة والموثوقة. انضم إلينا الآن!"

لماذا يميل الناس إلى العُزلة عندما يحزنون؟ وهل الوحدة هي العلاج؟

"لا شك أن العزلة في ظل ظروف الحزن الشديد قد تجر الحزين إلى دوامة متفاقمة من العزلة والاكتئاب وما إلى ذلك"

8

يميل أغلب الناس الى العزلة والوحدة عند الشعور بالحزن، أو عندما يفقدون شخصاً عزيزاً، فيما يجد البعض أنَّ اعتزال الناس عند لحظات الحزن أو الغضب يحقق لهم الراحة ويُخفف من مصابهم، بينما يرى كثيرون بأن الاختلاط وتعزيز العلاقات الاجتماعية هو الذي يُخفف من آلام الحزن أو الفقد.

وحاول تقرير نشره موقع “بي سايكولوجي توداي” الإجابة على سؤال “الحزن”، وما يجب على الشخص أن يقوم به للتخفيف من مصابه وحزنه وألمه، وما إذا كانت الوحدة والعزلة تساعد في ذلك أم تفاقم الأمر، كما أن التقرير يحاول الإجابة على سؤال: “لماذا يحب الناس العزلة والجلوس وحيدين بعيداً عن الآخرين عندما يشعرون بالحزن”.

ويقول الكاتب الأميركي جورج ميشيلسن فوي إنه “لا شك أن العزلة في ظل ظروف الحزن الشديد قد تجر الحزين إلى دوامة متفاقمة من الحزن والعزلة والاكتئاب وما إلى ذلك، وفي بعض الحالات قد يؤدي هذا إلى الحزن المرضي، والذي تصنفه الأبحاث المنشورة في إحدى المجلات الطبية الكندية على أنه (حزن مزمن ومكبوت ومتأخر وغير نمطي)”.

كما يلفت فوي الى أن العُزلة عند الحزن قد يكونُ له آثار جسدية أيضاً، وأشد أشكاله تطرفاً هو ما يُعرف بمتلازمة القلب المنكسر، حيث يعاني الشخص الحزين، من آثار جسدية شديدة مرتبطة بوضوح بالخسارة، وهي الآثار التي تتراوح من صعوبة التنفس وآلام الصدر إلى قصور القلب الاحتقاني والوفاة.

وتقول هوب إيجلهارت، المعالجة النفسية التي تعمل في مدينة نيويورك: “من الصعب للغاية تمثيل ما يحدث عاطفياً بأي طريقة مرضية”. وتضيف: “إن الشخص الذي يمر بحالة حداد يعيش في عالم سُفلي، حيث يفقد الإحساس بالزمان والمكان، بل ويبتعد عن الطعام. إن الشخص الذي يمر بحالة حداد يعيش في حالة لا يفهمها ولا يريد التعبير عنها.. إن التحدث مع الآخرين عن نفسه أو عن الشخص الآخر أمر مرهق للغاية”.

ويقول بعض علماء النفس إن الميل الى العزلة والوحدة عند الحزن مرده الى أن الشخص يكون لديه احساس بأن لا أحد يشعر بحزنه، ومثال ذلك إن الزوج الذي توفيت زوجته، أو الزوجة التي توفي زوجها، تشعر بشكل طبيعي وكأن لا أحد آخر يعرف الشخص المتوفى مثله، وبالتالي يجد أن التحدث إلى أشخاص لديهم معرفة أقل أو حتى لا معرفة على الإطلاق أمر محزن ومضجر.

ويخلص التقرير في “بي سايكولوجي توداي” الى أن “التوازن بين العزلة والتواصل مع ذكرى الشخص الذي فقدناه، من ناحية؛ والعودة التدريجية إلى الحياة الاجتماعية من ناحية أخرى؛ أمر منطقي للغاية. ومن الواضح أن الشخص الذي يعاني من الحزن سيحتاج إلى مساعدة ونصيحة الأصدقاء والعائلة في هذه العملية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.