في مقبرة شرق الصين، يتبادل الأب “سيكو وو” حديثاً حزيناً مع ولده الراحل “شوانمو”، الذي توفي بسبب سكتة دماغية عن عمر 22 عامًا. يتم هذه المحادثة بواسطة الذكاء الاصطناعي بعد وفاة الابن، حيث يتمكن والد الشاب من التفاعل مع نسخة افتراضية له.
هذا المشهد يعكس تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصين، حيث يقوم الأشخاص باستخدام تطبيقات تمثيلية لإعادة إحياء ذكريات وتجارب أحبائهم الراحلين. تقوم هذه التقنية على تحويل مقاطع فيديو صغيرة إلى نسخ رقمية تشبه الأشخاص الحقيقيين.
العديد من الشركات التكنولوجية الصينية تعمل على تقديم خدمات “الخلود الرقمي”، حيث يمكن للأفراد إنشاء نسخ رقمية لأحبائهم والتفاعل معها. يروج هؤلاء الشركات لفكرة أن هذه النسخ الرقمية يمكن أن تبقى للأبد، حتى بعد وفاة الجسد.
التقدم في دراسة الدماغ وفهمه يعتبران تحديين رئيسيين لتحقيق فكرة “الخلود الرقمي” عبر ترجمة أفكار الدماغ إلى رموز رقمية. هناك جهود بحثية مستمرة، مع مشاريع مثل “مبادرة الدماغ الدولية” ومشروع “Blue Brain” السويسري، لفهم ونمذجة الدماغ البشري.
من ناحية أخرى، تستخدم وكالة DARPA التابعة للجيش الأمريكي التكنولوجيا لتطوير واجهات آلة-الدماغ لتمكين الجنود من أداء مهام متقدمة.
مع كل التقدم، لا يزال هناك تحديات كبيرة، ويظل الجدل حول “الخلود الرقمي” مستمرًا، خاصة فيما يتعلق بمسائل أخلاقية وأمان المعلومات.