في ظل انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الصعب التفريق بين الحقيقة والخيال، خاصة مع كثرة تداول وتشارك الصور والفيديوهات المعدلة بالذكاء الاصطناعي.
وتعكف صفحات ومجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي على إعادة نشر صور لحيوانات غريبة أو لمنازل أو أشكال هندسيّة بشكلٍ يوحي لمتابعيها أنّها حقيقيّة بهدف حصد أكبر قدر ممكن من التعليقات والمشاركات.
ومن بين هذه المنشورات صورة لمنزلٍ باللون الزهري حصدت مئات المشاركات أخيراً، إلا أنّها في الحقيقية مصمّة باستخدام برمجيّات الذكاء الاصطناعي، ونشرت أول الأمر في صفحة خاصّة بالتصاميم الفنيّة.
وتُظهر الصورة منزلاً مطلياً باللون الزهريّ وتحيط به من كلّ الاتجاهات أشجار أو نباتات مزهرة باللون نفسه. وجاء في التعليق المرافق له “منزل أزهار الكرز”.
وحصدت الصورة مئات المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل وتعليقات تشيد بجمال المنزل وأخرى تسأل إن كان حقيقياً. إلا أن ذلك المنزل ليس موجوداً على أرض الواقع.
والتفتيش عن الصورة يرشد إليها منشورة في حسابٍ على موقع “إنستغرام” لمصمّمة تستخدم تقنيات تعديل الصور وبرمجيّات الذكاء الاصطناعي لصناعة محتوى صفحتها. وجاء في التعليق المرافق لها أن الصورة مصمّمة باستخدام أدوات تعديل الصور مثل “فوتوشوب” وبرمجيّات الذكاء الاصطناعي مثل “ميدجورني”.
وبالمثل ظهرت على موقع “فيسبوك” باللغة العربية صورة قيل إنّها تُظهر بيتاً أزرق في حديقة زرقاء وسط غابة خلابة تعامل معها كثير من المستخدمين على أنّها حقيقية، لكنها في الحقيقة مولّدة بالذكاء الاصطناعي.
وتُظهر الصورة ذات الألوان المتعدّدة بيتاً أزرق مضاءً وسط حديقة ذات أزهار زرقاء في غابة خضراء.
وجاء في التعليقات المرافقة ما يوحي أو يدّعي صراحة أن الصورة حقيقية. ومع أن بعض الملامح في الصورة جعلت بعض المستخدمين يقولون إنها مركّبة، إلا أن جزءاً آخر تعامل معها على أنّها حقيقية.
وبحسب خدمة “تقصي صحة الأخبار” من “فرانس برس”، يُرشد التفتيش عن الصورة على محرّكات البحث إلى أنّها منشورة في الثالث عشر من يناير الجاري على صفحة على موقع “إنستغرام” لنفس الفّنانة البصريّة والمصمّمة الرقميّة صاحبة المنزل الوردي.
ونُشرت الصورة إلى جانب تسع صور أخرى للبيت الأزرق، مرفقة بتعليق يوضح بصراحة أنّها صوّر مولّدة بالذكاء الاصطناعي أو باستخدام برامج خاصّة، وليست صورة حقيقية. ويمكن العثور في الحساب نفسه على صور كثيرة مشابهة مولّدة رقميًا.