في إطار البرامج الثقافية المتصلة بمهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية في نسخته الثالثة، شهد المهرجان إطلالة بديعة للأزياء التراثية التي أحضرتها 25 دولة، حيث تناغمت التصاميم في معارض متوزعة في قرى عسير المرتبطة بالمهرجان. قدمت هذه الأزياء الرجالية والنسائية، مثل الشروال اللبناني والقفطان المغربي، فرصة رائعة للزوار لاستكشاف وفهم تفاصيل حضارات مختلفة والتواصل مع التراث الثقافي للشعوب من خلال الأزياء التقليدية.
وفي حديثه، أوضح سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، أن المعارض الموزعة في القرى الأثرية تمنح الفرصة للزوار لفهم ثقافات الشعوب من خلال تفاصيل الأزياء الخاصة بهم. وأشار إلى عدم وجود معايير محددة للمشاركة في المهرجان، مما دفع الهيئة إلى طلب من المشاركين توفير الأزياء الشعبية للنساء والرجال لتعزيز الموروث الثقافي والتعرف على تصاميم مختلفة.
وقد تم رصد مشاركات واسعة لعدد من البلدان في المهرجان، حيث قدم لبنان زيًا رجاليًا مميزًا يُعرف بـ “الشروال”، مصنوعًا من التيرغال الأسود و مطرزًا يدويًا بخيوط سوداء و خمرية. أما الزي النسائي اللبناني، فكان يتألف من بنطلون وقميص من قماش يعرف بـ “البروكار”، مزخرفًا بخيوط من حرير الساتان. وحضر المغرب بزي تقليدي يعرف بـ القفطان المغربي، الذي يُعد واحدًا من أقدم الأزياء التراثية.
لافتة أيضًا كانت زيارة الأزياء الإيطالية، حيث جذبت فساتين الحفلات الانتباه بتصميمها الرائع واستخدام القطن الثقيل مع تطريز يدوي من الصوف والمعدن الذهبي، مما أضاف لمسة فنية تقليدية من صقلية.
شملت الأزياء أيضًا تمثيل دول أميركا اللاتينية، حيث فرضت الهوية الأرجنتينية نفسها من خلال زي الكولاس، وكذلك تمثلت كولومبيا بزي نسائي ملون بألوان زاهية. ولافتًا أيضًا، ظهر الزي الصيني بتصميم فريد يمزج بين البدلة الغربية واللباس التقليدي الصيني، مع أربعة جيوب ترمز إلى الفضائل الصينية الرئيسية.
بهذا، شكلت الأزياء التراثية لدى الدول المشاركة في مهرجان قمم الدولي هوية تراثية بارزة، تمنح الزوار تجربة فريدة وفرصة للاستمتاع بالتنوع الثقافي والتفاعل مع الثقافات المختلفة في منطقة عسير.