صدر حديثًا كتاب “نقد خطاب السعادة- تأملات فلسفية في موضة تسويقية” للكاتب والباحث السعودي فهد الشقيران عن دار ملهمون للنشر.
يسعى الكتاب إلى تقصي ظاهرة الترويج لمفهوم السعادة، الذي رأى الكاتب أنه تعرض للكثير من الاستهلاك مع موجة الدورات التدريبية والظاهرة السوشلية.
وفي مقدمته للكتاب، يوضح الكاتب أن هدفه هو “التأمل بالظاهرة الخطابية للسعادة بالتأمل بمتون فلاسفة كبار، إذ لا تكاد تقرأ لفيلسوفٍ من دون أن يعرج على السعادة. تعثر على وجهة نظر حولها لدى كل فيلسوف. ولا عجب فهي الحلم المبتغى، والهدف الأسمى، والغاية العظمى”.
ويضيف: “وبالتأمل في الإنتاج الفلسفي من الإغريق حتى اليوم تجد أن السعادة تجربة أكثر من كونها نظرية. وأنها ومضة أكثر منها حكمة، وأنها حصيلة مجموعة من الأخطاء أكثر من كونها مجموعة من المواعظ المخطوطة في كتاب”.
ويتابع: “وبعد تصاعد خطاب السعادة التسويقي الذي انتشر عبر الكتيبات والدورات، كتبتُ مجموعة من التأملات، ليس ببحثٍ على طريقة المعتكفين على الهوامش والحواشي، وإنما هي خلاصة خطاطات، وثمرة قراءات، ومجموعة من التأملات، أردت منها تكثيف السؤال عن السعادة، لا الوصول إلى حقيقتها المستحيلة”.
ويخلص الكتاب إلى أن السعادة هي حلم إنساني قديم، لكنها ليست هدفًا يمكن بلوغه بمجرد اتباع مجموعة من النصائح أو الخضوع للدورات التدريبية. وإنما هي تجربة معقدة ومتعددة الأبعاد، تتطلب من الإنسان أن يسعى إليها باستمرار، وأن يتقبل التجارب السلبية في حياته، وأن يتعلم منها.
ويمكن اعتبار كتاب “نقد خطاب السعادة” إضافة مهمة للمكتبة العربية، فهو يطرح رؤية نقدية لمفهوم السعادة، ويساعد القارئ على فهمها بشكل أعمق.