رفعت عشرات الولايات الأميركية دعاوى قضائية ضد شركة ميتا، متهمة إياها بأنها تسببت في أزمة للشباب من خلال التأثير على صحتهم العقلية والنفسية.
وتزعم الدعاوى أن شركة ميتا، التي تدير أيضا فيسبوك، استخدمت تقنيات قوية وغير مسبوقة لإغراء الأطفال الصغار والمراهقين وإشراكهم والإيقاع بهم في نهاية المطاف.
وجاء في الشكوى المقدمة في المحكمة الاتحادية في أوكلاند بولاية كاليفورنيا “سخرت شركة ميتا تقنيات قوية وغير مسبوقة لإغراء الشباب والمراهقين وإشراكهم والإيقاع بهم في نهاية المطاف. دافعها هو الربح”.
وبحسب الشكوى، فإن شركة ميتا استخدمت تقنيات مثل “التنبيهات” و”التوصيات” و”الميزات الاجتماعية” لجذب الأطفال والشباب إلى استخدام منصات التواصل الاجتماعي التابعة لها.
كما زعمت الشكوى أن شركة ميتا كانت على علم بالمخاطر التي يتعرض لها الأطفال والشباب من استخدام منصات التواصل الاجتماعي، لكنها تجاهلتها عمدا من أجل الربح.
وطالبت الدعاوى شركة ميتا بدفع تعويضات تقدر بالملايين من الدولارات.
ورفضت شركة ميتا هذه المزاعم، وقالت إنها ملتزمة بحماية الأطفال والشباب.
وقالت الشركة في بيان “بدلا من العمل بشكل منتج مع الشركات في جميع أنحاء القطاع لإنشاء معايير واضحة ومناسبة للعمر للعديد من التطبيقات التي يستخدمها المراهقون، اختار ممثلو الادعاء العام هذا المسار”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها شركة ميتا دعاوى قضائية بسبب إدمان الأطفال.
وفي عام 2021، رفعت دعوى قضائية مماثلة ضد الشركة في ولاية كاليفورنيا.
وإذا ثبتت هذه المزاعم، فستكون هذه دعوى قضائية ضخمة يمكن أن تؤثر على مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي.
هل تتحمل ميتا المسؤولية عن صحة الأطفال العقلية؟
هذا سؤال معقد لا يوجد عليه إجابة سهلة.
من ناحية، من الواضح أن شركة ميتا تستخدم تقنيات قوية لإغراء الأطفال والشباب.
ومن ناحية أخرى، فإن الأطفال والشباب هم المسؤولون عن سلوكهم الخاص.
لكن، إذا ثبت أن شركة ميتا كانت على علم بالمخاطر التي يتعرض لها الأطفال والشباب من استخدام منصات التواصل الاجتماعي، لكنها تجاهلتها عمدا من أجل الربح، فهذا سيكون انتهاكا خطيرا.
وفي هذه الحالة، فمن المنطقي أن تتحمل الشركة بعض المسؤولية عن الضرر الذي يلحق بالأطفال والشباب.