افتتح نادي الصقور السعودي، مساء أمس، أولى جلسات “المؤتمر الدولي للصقور” الذي يُنظم للمرة الأولى في المملكة على مدى يومين، ويجمع بين الباحثين والاقتصاديين والمستثمرين لدعم جهود حماية الصقور واستدامة هواية الصقارة، وذلك ضمن فعاليات معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2023، المقام بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض) حتى 14 أكتوبر الجاري.
واستهل المؤتمر بالجلسة الرئيسة “استدامة هواية الصقارة (الواقع والرؤى المستقبلية)”، وشاركت بها الصقارة الإسبانية لورا وريدي، ورئيس المجلس الدولي للحياة البرية في سلوفاكيا الدكتورة سوكا تشوفانوفا، وأدارها الأستاذ المشارك بجامعة حائل الدكتور منيف الرشيدي، الذي تناول جهود المملكة في المحافظة على الحياة البرية والطبيعية، من خلال إنشاء عديد من المحميات البرية، موضحاً أن الفترات الماضية شهدت تراجعاً لأعداد الصقور في مختلف المناطق.
وبيّن الدكتور الرشيدي، أنّ إنشاء مراكز للعناية بالصقور توفر بيئة آمنة للتكاثر، من شأنه التخفيف من عمليات صيدها وأسرها من بيئتها البرية والطبيعية، وهو ما قام به نادي الصقور السعودي منذ تأسيسه عام 2017م.
فيما تحدثت الدكتورة “سوينا شوفانوفا”، عن مستقبل هواية الصقارة، التي تبدأ من خلال تعليم الأطفال بأخذهم إلى الطبيعة، مشيرةً إلى أن هناك مناهج مخصصة لعمر السنوات العشر، تركز على توضيح كيفية تربية الصقور والاستفادة منها في الصيد، وهو ما يؤكد أن المدرسة شريكٌ مهمٌ في استدامة وتعزيز هذه الهواية.
واستعرضت الإسبانية لورا وريدي، تاريخ الصقارة من خلال قصاصات وصور من كتب تاريخية لحضارات مختلفة، مؤكدةً أن الشعوب رغم اختلافها إلا أنها تشاركت في علاقتها بالصقر واستخدامه في عمليات الصيد.
وكشفت أن أكثر ما يهدّد استدامة هواية الصقارة يتمثل في الأخطار المنتشرة في مختلف دول العالم، ومنها الكيماويات والمبيدات الحشرية التي ترش بها الكثير من المساحات الطبيعية، إضافة للغازات المنبعثة من المصانع والسيارات، وأعمدة الكهرباء التي تشكل خطراً كبيراً على الصقور.
وفي الجلسة الثانية “أمراض الصقور والوقاية والعلاج”، ناقش متخصصون الجهود العالمية لمواجهة أكثر الأمراض شيوعاً وطرق مواجهتها، وذلك من خلال مشاركة الأستاذ المشارك في أمراض الطيور الدكتور محمود حسنين، ومن كلية العلوم بجامعة الملك سعود الدكتور أسامة بدري، والأستاذ المشارك بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد صبري، فيما أدار الجلسة الدكتور محمد الرشيد.
وأكد الدكتور محمود حسنين، أن الاصطياد الجائر سببٌ رئيسٌ في انخفاض أعداد الصقور، فيما لعبت الأمراض، دوراً متبايناً في عملية تكاثر أو تراجع عدد الصقور.
واستعرض الدكتور محمد صبري، مجموعة من الأعراض التي تكشف عن حالة الصقر، تتمثل في نشاطه وحيويته، ورفضه الأكل أو لفظه وتقطيعه وترجيعه مرة أخرى، وعدم انتظام تنفسه قبل الطيران وبعده، وحالة العينين والمنسم والجلد وخلوها من أي سوائل أو إفرازات أو أورام، ولمعان الريش وخلوه من الحشرات أو الكسور، إضافة إلى طريقة مشي الطير وخلوه من أي عرج أو مشي غير طبيعي، وسرعة استجابة الطائر لصاحبه أثناء الملواح أو عند النداء، والمرش يظهر بشكل طبيعي خالٍ من أي مخاط أو إفرازات أو دم.
وأوضح الدكتور صبري، كيفية انتشار الأمراض بين الصقور، التي عادة تبدأ من خلط الطائر المصاب بالسليم، وإدخال الطيور للوكر دون حجرها والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض، وتلوّث الأكل أو المشرب والأدوات المختلفة للطير، ووجود الحشرات الضارة كالخنافس في الوكر.
وذكر أن أهم الأمراض التي تصيب الصقور تتمثل في مشكلات تنفسية ومنها: داء الرشاشات، ديدان الرئة، ومشكلات جلدية منها: جدري الصقور (الجدارة)، مشكلات الغدة المدهنة، السومار أو المسمار، وأيضاً هناك الأمراض العصبية، كالصرع، والأمراض الهضمية ومنها الطفيليات الداخلية، والقلاع المعروفة بداء المشعرات، وهناك أمراض عديدة أخرى، كالطفيليات الخارجية، وإنفلونزا الطيور.
بدوره، ناقش الدكتور أسامة بدري، تأثير الطفيليات على صحة الصقور، مشدداً على أن أفضل طريقة لمنع انتشار الأمراض التنفسية والجلدية وإصابة الجهازين الهضمي والعصبي تكمن في قطع دورة حياة الطفيليات، والحرص على استخراجها من جسد الطائر بشكلٍ صحيح حتى لا تؤدي إلى مضاعفات أخرى قد تكون بالغة الخطورة.
يُذكر أن المؤتمر الدولي للصقور يعد منصة تجمع المتخصّصين ومُحبي الصقارة لتبادل الخبرات وتقديم الدعم فيما بينهم، وذلك من خلال تركيزه على مجالات الاستثمار والاستدامة البيئية، وأهمية المحافظة على الصقور، وهواية الصقارة كتراثٍ أصيل غير مادي للمملكة ودول العالم.