أن ترى سيدةً، في محل بضائع خاصة بالعطور، أو المكياج، فهذا طبيعي. وأن تراها ربما حتى في مطعم راقٍ، فهذا وارد. وأن تجدها سائقةً حتى في تطبيقات التوصيل، فهذا متوفر. أما إنْ كان المشهد مرتبطًا بورش إصلاح وتعديل السيارات، للعمل في الميكانيكا أو السمكرة والصبغ أو ما يقترن بها، فهذا مثيرٌ للغرابة ولافتٌ للنظر.
موضي العنزي بدت شخصيةً لافتة، فهي التي اقتحمت عوالم الرجال، للعمل في ورش السيارات، وفرضت نفسها، وباتت منافسةً للجنس الآخر، في هذه المهنة، التي قد لا تتناسب إلا مع الرجال، نظير مشقتها وصعوبتها.
تُدخل موضي، بعضاً من السيارات في ثلاث مراحل، ما إذا كان صاحب المركبة، يريد إجراء إصلاحات على سيارته، ك الميكانيكا أو السمكرة، والصبغ.
وتروي العنزي قصتها كمهندسة استقبال بإحدى الورش في الرياض، وتقول: “كانت بدايتي في التعديل على سيارتي الشخصية، وكنت موظفة بشركة خاصة، ورأيت نفسي متوجهة إلى عالم الورش، وكانت خبرتي بالبداية بسيطة جداً؛ لكن مع الوقت الحمد لله اكتسبت مزيدا من الخبرة”.
وتستفيق موضي العنزي كل يوم صباحاً مع بداية يوم عملها الطبيعي، وما أن تهم بالدخول إلى العمل، حتى تبدأ المهمة. وتمضي في حديثها وتقول: “نقوم بفحص السيارات وماذا تحتاج من قطع غيار وإصلاحات، وصولاً للتقدير من ناحية التكلفة، وهذا يقوم على تقدير الضرر للسيارة، فأنا كمهندس استقبال، لدي نظرة أخرى تختلف عن الفنيين من حيث التقدير وما شابهه”.
ولا تُخفي موضي بعضاً من الصعوبات، فباعتبارها أنثى، تقف تحت حرارة الشمس، وتعمل على تقدير السيارات، وتكون متواجدة مع الفنيين داخل الورشة، فهذا شيء صعب، لكن إذا كانت الهواية مقترنة بالشغف متوفرة، فالاستمرار حتماً سيكون حليفاً للشخص المثابر، وهذا ما يجعلها تتجاوز كثيراً من المواقف، التي قد تثير الغضب، والتي في غالبها تتحول سريعاً إلى مجال تندُّر وضحك، وأغلب تلك المواقف مبنية على شكوك الرجال بعدم قدرتها كأنثى على الخروج بتشخيص وتقييم حقيقي للضرر في السيارة المعروضة عليها.