saudialyoom
"تابع آخر الأخبار السعودية والعربية على موقع السعودية اليوم، المصدر الأمثل للمعلومات الدقيقة والموثوقة. انضم إلينا الآن!"

محمية عروق بني معارض… بيئة طبيعية استثنائية وآخر مواطن المها العربي

21٬686

وسط الربع الخالي، أكبر صحراء رملية في العالم، تتحرك أسراب المها العربي بعد إعادة توطينه، وتتمايل أغصان نباتات الغضى وأشجار الطلح، لتكسر حدة اللون الأصفر الذي يشعّ من المكان، وتزدهر وسطها الحياة الفطرية النباتية والحيوانية.

محميّة عروق بني معارض التي تقع على الحافة الجنوبية الغربية للرّبع الخالي في السعودية؛ وتبلغ مساحتها 12787 كيلومتراً مربّعاً، تضمّ فسيفساء من التّشكيلات الأرضية والمواطن الفطرية الطبيعية المهمة، تتقاطع مع كثبان رملية مرتفعة وهضبة جيرية متقطعة.

وتتمتع المحمية بحالة بيئية جيدة، تنهض خلالها الحياة الفطريّة النباتية والحيوانية في تمثيل بديع للبيئات القاحلة، وتشيع فيها النباتات الفريدة، مثل الغضى والأثموم وأشجار الطلح والبان والحرمل والطّرف والعشر، وتحظى أهم الحيوانات الموجودة فيها بفرصة التكاثر والاحتفاظ بصورة التراث الطبيعي المزدهر وسط الصحراء، مثل الذّئب والقطّ الرّملي والثعلب الرّملي والضبع المخطط والوبر والأرنب البري، ومن الطّيور الحبارى والقطا والحجل والصّرد الرّمادي والرّخمة المصريّة وأنواع عدة من القنابر وأنواع كثيرة من الزّواحف، منها الضّب والورل، التي تزيّن الطبيعة القاحلة للمحمية، وتكوّن عناصر فريدة في تركيبتها الساحرة.

ولقيت المحمية فرصة لإعادة الازدهار والحياة فيها، واهتماماً ورعاية خلال السنوات القليلة الماضية في ظل توجه السعودية لزيادة الاهتمام بالقطاع البيئي، وإطلاق حزمة من المبادرات النوعية التي تتبنى حماية البيئة الطبيعية واستدامتها والحفاظ على التنوع البيولوجي، وشمل ذلك إنشاء محميات للحياة الفطرية ومبادرات السياحة المستدامة التي تحمي الأنواع المهددة بالانقراض وتحافظ على المناظر الطبيعية في السعودية، ويوفر فرصاً للتواصل مع الطبيعة.

وتعدّ المحميّة آخر المواطن في الجزيرة العربية التّي شوهد فيها المها العربي عام 1979، كما أن النّعام العربي وظبي الرّيم وظبي العفري والوعل كانت موجودة سابقاً في المنطقة، وقد تم تنفيذ برنامج إعادة توطين المها وظباء الرّيم والإدمي في المحميّة بنجاح خلال عامي 1995 و1996، وقد تأقلمت تلك الحيوانات وتكاثرت طبيعياً في بيئة المحمية، وتتنامى حتى اليوم بشكل مستمر.

 

لقيت المحمية فرصة لإعادة الازدهار فيها مع توجه السعودية لزيادة الاهتمام بالقطاع البيئي (واس)

 

في قلب اهتمام العالم

ويرتقب العالم إدراج المحمية في قائمة التراث العالمي خلال اجتماعات الدورة الـ45 الموسعة، التي تعقد في الرياض منذ العاشر من هذا الشهر، ومن شأن ذلك أن يلقي الضوء على ثراء التراث الطبيعي والبيئي الذي تتمتع به السعودية، ويضاعف من انتباه العالم والزوار إليها، بالإضافة إلى تعزيز العمل لحماية التنوع البيئي وترجمة المبادرات النوعية لصون البيئة وحمايتها التي اتخذت خلال الفترة القليلة الماضية.

ويُنظر خلال اجتماعات لجنة التراث العالمي بالرياض، في طلبات لتسجيل 50 موقعاً تراثياً قيّماً حول العالم، من بينها 3 مواقع ذات أهمية استثنائية في المنطقة العربية والعالم، وبفوز موقعي «تل السلطان» في أريحا الفلسطينية، و«جزيرة جربة» في تونس، وإدراجهما على قائمة التراث العالمي، بعد نقاش مستفيض ومداولات صعبة وطويلة خلال جلسات اللجنة، تتبقى المحمية السعودية، التي تُطرح في جدول أعمال يوم الأربعاء، كثالث المواقع العربية المرشحة، والمتبقية في دورة هذا العام، للنظر في أهليتها واستيفاء معايير الانضمام إلى القائمة.

 

تُواصل لجنة التراث العالمي اجتماعاتها في مدينة الرياض لتحديد مصير مجموعة من المواقع التراثية (واس)

 

35 موقعاً جديداً في القائمة الدولية

وتُواصل لجنة التراث العالمي اجتماعاتها في مدينة الرياض، لتحديد مصير مجموعة من المواقع التراثية، ومراجعة أهليّتها للإدراج في قوائم التراث الدولية، وحمايتها بوصفها ممتلكات ثقافية وطبيعية ذات قيمة عالمية استثنائية، حيث تنتظم جلسات الوفود الدولية المشكَّلة لـ«لجنة التراث العالمي» للتصويت على إدراج مواقع جديدة مؤهَّلة وفق المعايير للدخول في القائمة، حتى الـ25 من الشهر الحالي.

وأعلنت «لجنة التراث العالمي»، التابعة للـ«يونيسكو»، في جلساتها لتصنيف المواقع المرشحة حول العالم، فوز 35 موقعاً من قارات العالم المختلفة، أثبتت جدارتها في نَيل فرصة الانضمام إلى القائمة. كما أدرجت اللجنة ووسّعت حدود 19 موقعاً جديداً على التراث العالمي في اليومين الماضيين، شملت مواقع طبيعية وثقافية مختلفة.

وكانت اللجنة قد ناقشت الأنظمة والتصويت على لوائحها على مدى الأسبوع الماضي، قبل أن تبدأ في الأسبوع الثاني التصويت على إدراج عشرات المواقع المرشحة لدخول قائمة التراث العالمي، ومن المقرّر أن يستمر إدراج المواقع في قائمة «يونيسكو» للتراث العالمي حتى نهاية أعمال اللجنة في 24 سبتمبر الحالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.