في حفل كامل العدد بمنتجع “روزا خوتر” بمدينة سوتشي على البحر الأسود اختتم المؤلف الموسيقي البحريني وحيد الخان مهرجان الموسيقى الكلاسيكية في المنتجع بحضور السفير البحريني لدى روسيا.
وقد بث الحفل مباشرة على بعض القنوات الروسية، إلى جانب تغطية من القناة الأولى الروسية بمنطقة كراسنودار وعاصمتها سوتشي، وإلى جانب السفير البحريني لدى روسيا أحمد عبد الرحمن الساعاتي حضر الحفل نائبة محافظ منطقة كراسنودار، وممثلة عن الصندوق الرئاسي الروسي لدعم الثقافة، والممولين ومدير المهرجان.
وقد ألقى السفير كلمة أعرب فيها عن شكره لأهالي منطقة سوتشي ولمنظمي المهرجان، ونقل إليهم تحيات البحرين ملكا وحكومة وشعبا، وأكد على أن الموسيقى تتجاوز حدود اللغة بين الشعوب المختلفة، وتقرب بين الشعبين البحريني والروسي.
من جانبه قال المؤلف الموسيقي وحيد الخان في تصريحات خاصة لـ RT إنه سعيد بالوجود وسط الشعب الروسي، وإنه التقى بجمهور بالغ الحساسية، وتفاعل مع موسيقاه على نحو أسعده كثيرا. كما أن التناغم بين الموسيقيين البحرينيين والعرب وزملائهم الروس، والذي احتاج فقط لبروفة واحدة قبل العرض، إنما يعكس أولا الحرفية الشديدة للموسيقيين، وثانيا ما تمثله الموسيقى من رابط حقيقي يربط بين الموسيقيين من جميع أنحاء العالم.
كما أشار الخان إلى أن دراسته بدأت في كونسيرفاتوار القاهرة عازفا للأوبوا، وقد درس لدى خبير روسي اسمه سوكولوف، وأكد على أنه استفاد من سوكولوف كثيرا، بل إنه كان، في واقع الأمر من وضع حجر الأساس في تكوينه الموسيقي، وقال: “ربما لهذا السبب يوجد في عروقي دم موسيقي روسي”، إلا أن الأهم من ذلك، والحديث للخان، ما فتحه سوكولوف للمؤلف الموسيقي البحريني من أبواب الثقافة الروسية الواسعة، سواء في مجال الموسيقى أو الأدب الروسي المترجم أو الفنون التشكيلية وغيرها من الفنون الرفيعة التي تشتهر بها روسيا، وتؤثر بها في العالم.
ويتابع الخان: “لقد تعرفت من خلال أستاذي على مؤلفات غلينكا وموسورغسكي وريمسكي كورساكوف وتشايكوفسكي ورخمانينوف، وقرأت بعدها لتشيخوف وتورغينيف وديستويفسكي وتولستوي، وتعرفت على أشعار شاعر روسيا العظيم ألكسندر بوشكين. بعدها بسنوات زرت متحف الإرميتاج بمدينة بطرسبورغ، وشاهدت حينها روائع الفن الروسي والأوروبي الموجودة في المتحف، لأدرك أن ما أحمله من ثقافة موسيقية ينتمي إلى هذه الأرض الروسية الخصبة”.
ويرى الخان أن مشاركته في ختام مهرجان “روزا خوتر” للموسيقى الكلاسيكية يحمل رمزية تمثل جسرا للتسامح والتعايش والسلام، ومؤشر جيد لآفاق العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين وروسيا.
وقد قام المايسترو الخان بقيادة أعماله بنفسه، فيما قاد عملين في بداية الحفلة القائد الروسي الشاب أليكسي أصلانوف، صاحب فكرة المهرجان، والذي قاد بعد ذلك أوبرا “توراندوت”.
حول موسيقاه يقول الخان: “أعتمد في تأليفي الموسيقي على الموسيقى التي تتضمن برنامج، وربما يكون ذلك هو السر فيما تحمله الموسيقى من طبيعة، قد تبدو سينمائية، أو مرتبطة بدراما، أو قصة معينة”. وقد شرح الخان للجمهور حكاية إحدى مقطوعاته وهي “أها – ريغي” والتي تعتمد على قصة طريفة تتعلق بأحد أصدقاء المؤلف، الذي يستخدم كلمة “أها” في حديثه بشكل مستمر، وهو ما ألهم الخان في تأليف مقطوعة باستخدام تلك “الموتيفة”، مع مزجها بقالب “الريغي”، وبنكهة بحرينية لا تخطئها الأذن.
وقد صرح الخان بأن لديه مشروعات مستقبلية يود تنفيذها في روسيا، وأعرب عن رغبته في تكرار حفلاته في أماكن مختلفة من روسيا الواسعة.
يذكر أن وحيد الخان قد قدم عددا من الحفلات في أوروبا ومصر والبحرين عقب صدور ألبومه الأول “العودة – روح البحرين”، والذي تميزت مدوناته الموسيقية بالكتابة للأوركسترا السيمفوني الكبير، والاستعانة بعدد من الآلات الشرقية، لا سيما آلات الإيقاع الخليجية، ضمن قوالب حديثة وأنسجة أوركسترالية ومتتاليات هارمونية تجسد رحلة المؤلف من القاهرة، حيث درس بالكونسيرفاتوار عازفا محترفا لآلة الأوبوا، وحتى احترافه التأليف الموسيقي، وبحثه الدائم عن الفكرة واللحن والتوزيع الأوركسترالي.
وتتضمن مؤلفات وحيد الخان مقطوعات تحمل عناوين: المحرق – فالس – الشجرة – النهوض- العودة – الإخلاص – اللؤلؤة – رقصتي – أسرار – إهانة الحب.
وقد استمرت فعاليات مهرجان “روزا خوتور” للموسيقى الكلاسيكية في الفترة من 19-27 أغسطس الجاري، حيث استضاف منتجع “روزا خوتور” الجبلي أحداث هذا المهرجان، الذي شارك فيه فائزون بمسابقة المنح المقدمة من الصندوق الرئاسي لدعم المبادرات الثقافية، ويعد امتدادا لمهرجان سوتشي الأول للموسيقى الكلاسيكية، الذي أقيم في أماكن مختلفة من منطقة سوتشي الكبرى، أغسطس 2022، ليصبح علامة بارزة في المشهد الموسيقي للمنطقة، التي تتميز بمناظرها الطبيعية الجبلية الخلابة، ووجودها على ساحل البحر الأسود.