كشفت اللبنانية نانسي تشايليان، لاعبة فريق التقدم السعودي للسيدات «من منطقة القصيم» والمشارك في منافسات الدرجة الأولى، عن تطلعها لإحراز اللقب والصعود إلى دوري المحترفات في الموسم المقبل.
وأشارت تشايليان إلى أنها فخورة بأن تكون جزءاً من التطور الذي تشهده كرة قدم السيدات في السعودية، مثنية على عمل المعنيين في إيصال اللعبة إلى العالمية. وتحدثت عن تجربتها في دوري أبطال أوروبا إلى جانب أندية كبيرة، وفرصة اللعب في تصفيات كأس العالم الأخيرة.
> كيف تصفين خطوة التعاقد مع نادي التقدم السعودي، وإلام تتطلّعين معه؟
– أنا سعيدة بهذه الخطوة، فريق التقدم للسيدات تأسس في وقت قريب وانضممت إليه بهدف مساعدته على تحقيق الفوز والصعود إلى الدوري الممتاز. إدارة الفريق لديها استراتيجية محددة وسنعمل سوياً على تقديم أداء جيد يليق بالفريق وبالكرة السعودية وصولاً إلى إحراز اللقب والصعود ابتداءً من مشاركتنا الأولى. يمتد عقدي لسبعة أشهر لحين انتهاء الموسم وسألتحق بالتدريبات مع بداية شهر سبتمبر (أيلول) في جدة.
> لماذا اخترتِ التقدم دون سواه، خصوصاً أنه حديث التأسيس؟
– الحقيقة، أنني اخترت التقدم بغض النظر عن الدرجة التي ينشط بها، لكنني أرى أن دوري السيدات في السعودية قادم بقوة لمنافسة الدوريات الآسيوية، خاصة وأنه يحظى باهتمام كبير ومواكبة إعلامية مميزة لا نراها في أغلب الدول. وغالباً، أحب التواجد في دوريات تحظى بدعم كبير من اتحادها، هذا يشجع الجميع على بذل أقصى ما لديه للوصول إلى الهدف المنشود. وفي الوقت عينه، جميل أن تشارك في بناء فريق لديه طموح وتكون عنصراً أساسياً فيه، وسأعمل ما بوسعي على وضع كل خبراتي ونقلها للآخرين في سبيل تطوير العمل وإحراز التقدم. ولا شك أنه عندما وصلني العرض من التقدم لم أتردد في قبوله، خاصة أن مدرب الفريق خضر الزهراني قد لعبت تحت قيادته مع فريق الشباب.
> الكرة النسائية السعودية شهدت تطوراً كبيراً، حدثينا عن تجربتك ومشاهداتك في هذا الصعيد…
أنا فخورة بأن أكون جزءاً من التطوير التي تشهده كرة السيدات في السعودية. اللعبة تحظى بقيادة حكيمة بإدارة لمياء بنت بهيان وحققت نجاحاً أبهر العالم على جميع المستويات الفنية والإدارية والتنظيمية. المباريات تقام بالمعايير الدولية نفسها، وهو أمر مهم ويشكل دافعاً قوياً لاستضافة السعودية لكأس آسيا 2026. وأكثر ما لفتني أن العمل جارٍ على قدم وساق لتقديم الأفضل ومواكبة التطورات وتحسين مهارات اللاعبات إلى جانب ارتفاع عددهن وعدد الأندية المشاركة. هذا الارتقاء الكبير باللعبة في فترة قصيرة لم نر له مثيلاً، وبرأيي سيكون له تأثير إيجابي على تطور مستوى المنتخب ومشاركته في استحقاقات آسيوية وربما تصفيات كأس العالم، وهذا ليس ببعيد.
>خضتِ تجربة احترافية مع نادي الشباب السعودي في الدوري الممتاز الموسم الماضي، كيف رأيتِ المنافسة فيه؟
– المنافسة كانت قوية جداً، يمكن القول إن الصراع في دوري الرجال انتقل إلى ملاعب السيدات، وكنا نرى دائماً الندية بين الأندية. وبرأيي، الاحترافية العالية التي شهدها الموسم الأول على مختلف الصعد تبشر بمستقبل واعد وكبير لكرة قدم السيدات في السعودية وستغيّر مفهوم اللعبة في المنطقة بأكملها. وعلى سبيل المثال، تعاقد فريق الشباب في المرحلة الأولى مع لاعبتين أجنبيتين فقط، بينما كانت الفرق الأخرى تملك سبع أجنبيات؛ لذلك كنا نشعر بالصعوبة في بعض المباريات بسبب الفارق الفني الكبير بعكس المرحلة الثانية التي كانت أفضل بالنسبة لنا مع التعاقد مع لاعبتين أخريين واستطعنا حينها احتلال المركز الثالث في الدوري.
> ما هو أجمل هدف سجلتِه في الدوري السعودي الممتاز وأمام أي فريق؟
– ما زلت أذكر مواجهتنا أمام فريق النصر السعودي بطل الدوري عندما سددت الكرة مباشرة من منتصف ووضعتها في الشباك، وأيضاً هدفي الآخر ضد اليمامة.
> الدوري السعودي يستقطب الكثير من المحترفات، كيف ترين أثر ذلك على تطوير اللعبة؟
– استقطاب اللاعبات المحترفات من مختلف دول العالم عزز من روح المنافسة وأضاف عنصر الإثارة والتشويق على المباريات، خاصة وأن النظام الذي اعتمده الاتحاد السعودي لكرة القدم بأحقية كل نادٍ بالتعاقد مع سبع أجنبيات، منهن أربع على أرض الملعب يساعد في تطوير الدوري عبر نقل الخبرات ورفع روح المنافسة وتقليص الفوارق الفنية بين الأندية، وتطوير المهارات الفنية للاعبات السعوديات. ولا شك أن العقلية الاحترافية وأسلوب الحياة ونقل المعرفة جميعها عوامل تساهم في تطوير بناء عقلية كروية وتغيّر نمط حياة اللاعبات.
> بعد أقل من عامين، وتحديداً في 2021، دخل المنتخب السعودي للسيدات تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، للمرة الأولى في تاريخه. كيف ترين هذا الإنجاز؟
– هذا أمر مذهل حقاً، ما تم إنجازه خلال فترة قصيرة يعدّ خيالياً وفعلاً مثل الحلم، وأعتقد أن أي بلد آخر يتمتع بمجتمع محافظ لم يكن ليحقق ما حققته السعودية في هذا الوقت. وهذا الإنجاز التاريخي في فترة وجيزة يعبّر عن رؤية طويلة الأمد للكرة النسائية وتصميم وإرادة لتحقيق المزيد من الإنجازات. وأنا متأكدة أن هذه ليست إلا البداية فقط؛ فالتطوّر والتغيير على مستوى السيدات هو من أجمل الروايات في عالم كرة القدم وتشكّل مصدر إلهام للكثير من الفتيات وحتى المنتخبات والأجهزة الفنية.
> ماذا ينقص منافسات كرة القدم للسيدات في المنطقة العربية؟
– ينقصنا المثابرة، وأن تكون كرة القدم مهنة وليست هواية، تأمين مستقبل اللاعبة من خلال كرة القدم مثلها مثل الرجال، أن يكون هناك تنشئة ومعرفة كروية ومتابعة منذ الصغر، اعتماد أسلوب حياة معين يتضمن نظاماً غذائياً ورياضياً، اللياقة البدنية إلى جانب العقلية الكروية. بعض الدول العربية سلكت منحى آخر وأصبحت اليوم تعمل لتطوير الكرة النسائية بمستوى لا يقل عن دوريات الرجال، وهذا ما نحتاج إليه أن يكون لدينا فكر كروي وتطويري كالذي تشهده السعودية الآن.
> خضتِ تجربة احترافية مع نادي الأشكيرت الأرمني ولعبتِ معه في دوري أبطال أوروبا، وهي تجربة استثنائية. كيف كانت تلك التجربة؟
– تعاقدت مع فريق الأشكيرت بطل الدوري الأرمني لخوض منافسات دوري أبطال أوروبا التي لم نحسن فيها تخطي دور المجموعات بسبب عوامل عدة، وأبرزها العامل الفني الكبير؛ لأننا واجهنا فرقاً بمستوى متقدّم جداً، حيث وقعنا في المجموعة التاسعة والتي ضمّت مواجهات صعبة إلى جانب بشيكتاش التركي، تيفينتي الهولندي وغورنيك ليزنا الهولندي. كانت فرصة استثنائية ولا تفوّت؛ لذلك قبلت رغم أن العرض المادي لم يكن جيداً، لكن فرصاً كهذه لا تتكرر. لقد ساهمت مشاركتي بزيادة الخبرات والمهارات الفنية عبر الاحتكاك بمدارس كروية عالمية والتعرف على طبيعة حياة اللاعبات في أوروبا، حيث لفتني الروح المتجانسة والعالية للفرق، انتماؤهن الكبير لأنديتهن وطريقة برمجة حياتهن حول كرة القدم فقط. امتد عقدي لشهر واحد، والعرض المادي لم يكن جيداً، لكن الفرصة لا تسنح في كل مرة، وهي تجربة استثنائية؛ لذلك وافقت على عرضهم.
> لماذا لم تلعبي مع منتخب أرمينيا؟
– أنا لبنانية – أرمينية، لعبت مع منتخب لبنان لسنوات طويلة والقانون لا يسمح أن ألعب مع منتخب آخر، علماً أنه وصلتني فرصة للعب مع المنتخب الأرميني في تصفيات كأس العالم الأخيرة، لكن لم أتمكن. طبعاً هذه فرصة العمر، لكن أتمنى أن يلعب المنتخب اللبناني يوماً ما في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وأن أكون جزءاً في هذا الإنجاز والأمر ليس بمستحيل، خاصة في ظل التطور التي تشهده الكرة اللبنانية على هذا الصعيد.
> لديك تجربة جيدة في عالم كرة القدم، ما هي أبرز اللحظات التي تتذكرينها؟
– أتذكر الكثير من اللحظات في مسيرتي، لكن أصعبها كانت العام الماضي عندما حققت لقب بطولة دوري السيدات مع فريق نجوم الرياضة اللبناني، ورغم أن صفوفنا كانت منقوصة العدد طيلة فترة البطولة بسبب ظروف عدة للاعبات، فإننا استطعنا إحراز اللقب. وقبلها مع فريق زوق مصبح اللبناني عندما أحرزت هدف الفوز وحققنا لقب البطولة في مباراة نهائية حاسمة. ولعلّ أبرز ما أستذكره دوماً هو بدايتي في اللعبة؛ إذ إنني بدأت ممارسة كرة القدم منذ 23 عاماً تقريباً، ولم يكن شيئ متوفر لنا بعكس ما هو متاح حالياً، لم يكن لدينا ملاعب للبطولات ولا للتدريب، الأندية كانت قليلة جداً وبمجهود شخصي، وعندما بلغت عامي الـ26 اعتقدت أنني فقدت فرصة الاحتراف لكن فرصة دوري أبطال أوروبا أعادت لي الروح والأمل مجدداً.
> برأيك، هل تأخرت تجربة الاحتراف في كرة قدم السيدات؟
– دائماً ما أقول إن اللاعبات في عصرنا هذا محظوظات بسبب تكامل عوامل عدة مع بعضها، اليوم الاهتمام بالكرة النسائية أكبر حتى على صعيد الاتحاد الدولي، الدول العربية أصبحت تمتلك دوريات بمختلف الفئات العمرية للكرة النسائية، وأيضاً وجود وسائل التواصل الاجتماعي عامل أساسي لانفتاح اللعبة وإعطاء فرصة الاحتراف في الخارج. أحيانا أقول يا ليتني كنت أصغر في ظل الفرص التي تأتيني اليوم للاحتراف، لكن كل عمر وله خبرته. (الشرق الأوسط)