تُعد المباني العتيقة جزءا من أطلال الميناء القديم وبالقرب من واحة “عينونة” الأثرية في ميناء لوكي كومي التاريخي “المدينة البيضاء” أحد أكبر المواني النبطية في مدينة “نيوم” على ساحل البحر الأحمر في منطقة تبوك، حيث تؤرخ للقرن الرابع قبل الميلاد.
ففي العصر الإسلامي الوسيط نشطت تلك السواحل كميناء رئيسي لحجاج مصر وشمال إفريقيا للأراضي المقدسة بالحجاز، وأيضا في التجارة المتبادلة مع الجزيرة العربية والهند من خلال القوافل التجارية.
تلك الأطلال وثقها المصور الضوئي، عبدالإله الفارس، ليحول أطلال تلك المباني في مركز الخريبة التابع لمنطقة تبوك، إلى لوحات فنية، عبر صور توثق لما تحتويه من مبانٍ تاريخية وتراثية، وإطلالة تبحر بالزائر نحو ذاكرة التاريخ، لتكون شاهداً على نمط وفنون البناء القديم ومهارات الإنسان في أعمال العمارة على مر الزمن.
عبق الماضي
المكان يتميز بموقعه الجغرافي المطل على البحر الأحمر، في إطلالة جميلة للبيوت ومنازل من عبق الماضي برائحة الزمن القديم، وتعتبر تلك المباني التي ما زالت شامخة، تراثا ثقافيا فريدا ويجب المحافظة على ما تبقى من تلك الأطلال، حيث إن المباني التاريخية تتميز بطابع معماري فريد، كونها تتناغم مع الظروف البيئية للمنطقة من حيث المواد المستخدمة وتجانسها مع الطبيعة الساحلية.
الموقع يحتوي على مبانٍ تراثية تتمتع بإطلالة مباشرة على ساحل البحر الأحمر، وتشكل عناصر جذب سياحي متنوع لاستقطاب السياح من داخل المنطقة وخارجها، تأخذ مبانيه طراز البناء التقليدي الساحلي، وكان الموقع مركزا تجاريا هاما منذ القدم، وبنيت تلك المباني بحجر البحر “المنقبي” واستخدمت جذوع النخيل والأثل وأخشاب “المورنت” و”الجاوي” و”التك” في الأسقف.
طراز معماري
هي “طراز معماري وإرث حضاري وثقافي، فحينما تمر بين المباني يداعبك عبق تاريخها العريق، فهي تأخذ الكثير من طابع العمارة وأشكال منازل الواقعة على الساحل البحري، وأبرز ما يميز تراث المباني تلك المنازل، وبعض الأطلال المعمارية التي ما زالت تحتفظ بطابع العراقة والأصالة، والتي تشعرك حينما تطل على الشاطئ الذي يعد من أجمل الشواطئ بالمنطقة”.