على الرغم من المحادثات الجارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة، والهدن المتتالية المعلنة، لم تتوقف الاشتباكات في الخرطوم.
فالطرفان، وفق الخبراء، لم يسبق لهما خوض حرب شوارع في عاصمة، ولا يستطيع أحد منهما حسمها سريعا، وبالتالي، يسود قلق من أن تطول الحرب.
وفي هذا السياق، أعرب أندرياس كريغ من معهد “كينغز” للأبحاث في لندن عن قلقه من أن تتحول “معركة الخرطوم إلى حرب استنزاف”.
لا سيما أن الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو “لديهما القدرات نفسها”، وفق تعبيره.
بدوره، أشار مركز “صوفان” للأبحاث إلى أنه “مع إجلاء العديد من الأجانب بالفعل واستعداد آخرين لمغادرة السودان، يُحتمل أن يكون الطرفان يتحضّران لصراع بلا هوادة من أجل السيطرة على البلاد”.
ويمتلك الجيش السوداني – السادس من حيث العدد في إفريقيا جنوب الصحراء، وفق مركزي “ميليتاري بالانس بلاس” (Military Balance Plus) و”إنترناشونال إنستيتيوت فور ستراتيجيك ستاديز (IISS) – سلاح الجو، بينما قوات الدعم السريع تقاتل على الأرض فقط.
إلا أن القوة الجوية لم تمنح الجيش السوداني إمكانية إطلاق رصاصة الرحمة” على قوات الدعم السريع كما كان يأمل، بحسب ما أوضح علي فرجي من جامعة غوتنبرغ في السويد لوكالة فرانس برس.
فلكي تكون الضربات الجوية فعالة، “ينبغي أن تكون الأهداف محددة بدقة من خلال معلومات قوية على الأرض أو عبر الأقمار الاصطناعية، وهي أداة لا يملكها الجيش”، وفق الخبير نفسه.
كما أن الجيش لا “يستطيع إلقاء قنابل بكثافة في أي مكان في الخرطوم، فهناك مدنيون والطرفان لديهما كذلك قوات على الأرض”، وفق ما أشار كريغ.
فيما تتمتع الدعم السريع من جهتها بالقدرة على التحرّك السريع بعربات خفيفة في مدينة مساحتها أكثر من ألف كيلومتر مربع مقسمة إلى ثلاث مناطق بسبب مرور فرعي النيل، الأزرق والأبيض، فيها: وهي الخرطوم جنوبا والخرطوم بحري في الشمال وأم درمان في الشمال الشرقي.
إلا أن السيطرة على الخرطوم ليست بالأمر السهل وفق الخبراء.
فقد رأى فرجي أنه “ليس هناك معركة واحدة من أجل السيطرة على العاصمة، بل معارك عدة”. واعتبر أن “السيطرة على أم درمان، على سبيل المثال، لا يساعد بالضرورة على الاستيلاء على الخرطوم بحري”، إذ إن هذه المناطق منفصلة وتربطها ببعضها بعض جسور استراتيجية.
كما أن الأرض التي يمكن أن يكسبها أحد الطرفين قد يخسرها مرة أخرى في أي وقت.
يشار إلى أنه منذ تفجر القتال بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في 15 أبريل الماضي، أعلن عن نحو 7 هدن إلا أنها انتهكت جميعها، فيما البلاد تغرق في الفوضى. وقد تواصل نزوح الآلاف من العامة الخرطوم إلى ولايات أخرى أكثر أمناً أو حتى إلى الدول المجاورة. فيما سقط مئات القتلى من المدنيين وأصيب أكثر من 5000.