ألقى الصراع المندلع في العاصمة السودانية الخرطوم، بين القوات المسلحة والدعم السريع، بظلاله سلبا على الرياضة المحلية وكرة القدم بطبيعة الحال، وبات الغموض يكتنف مصير المسابقات المحلية والمشاركات الخارجية، في الوقت الذي استنجد فيه اللاعبون الأجانب بحكوماتهم لإجلائهم من البلاد.
واندلعت الشرارة الأولى للاقتتال من منطقة المدينة الرياضية بالعاصمة الخرطوم، حيث انقلبت الأوضاع رأسا على عقب في العاصمة السودانية، لتخيم أجواء الحرب على مناطق متفرقة في البلاد، ويدب الرعب بين السكان.
ويبدو أن حلم تحويل المدينة الرياضية إلى الأكبر في إفريقيا سيطول، بعدما تحولت إلى مواقع عسكرية، وهي الحلم الذي وصفته التقارير الصحافية بـ “الموؤد”، بعدما ظل حلم إقامتها يراود السودانيين منذ ستينيات القرن الماضي، قبل أن يرى المشروع النور في 1995، على مساحة تقارب مليونا ونصف المليون متر مربع، إلا أنها لم تكتمل حتى الآن، بسبب الفساد والسرقات التي حدثت خلال فترة حكم نظام المؤتمر الوطني، وصفتها التقارير المحلية بأكبر عملية فساد أراض في تاريخ السودان.
كما شهدت السنوات القليلة الماضية التعدي على أراضي المدينة الرياضية بنسبة وصلت إلى “73%” من المساحة الخاصة بها – حسب التقارير الصحافية.
خطر الإلغاء
أدت الاشتباكات التي بدأت في الـ 15 من أبريل الجاري، إلى توقف منافسات الدوري السوداني، وبات مصير الموسم الحالي مجهولا، و في حال استمرار القتال العنيف بين الطرفين، سيلجأ اتحاد كرة القدم إلى خيار إلغاء الدوري بسبب الظروف الصعبة المحيطة بالبلاد، وتضرر البنى التحتية، وبالتالي صعوبة استئناف المنافسات.
موقف الهلال
من المقرر أن يخوض نادي الهلال مواجهتين ضد الصفاقسي التونسي في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات بطولة كأس الملك سلمان للأندية، والتي ينظمها الاتحاد العربي لكرة القدم، وهي المشاركة الخارجية الأخيرة المتبقية للفريق بعد خروجه من مرحلة مجموعات دوري أبطال إفريقيا.
وتأهل النادي الأزرق إلى الدور الثاني من التصفيات على حساب المنامة البحريني، ومن المقرر أن يخوض مباراتين في مايو ويونيو المقبلين ضد الصفاقسي.
وبات في حكم المؤكد صعوبة خوض الأندية والمنتخبات السودانية المباريات على أرضها للظروف الأمنية، ما يعني أن الهلال سيضطر إلى إقامة مباراته خارج أرضه أمام الصفاقسي حال هدوء الأوضاع الحالية، علما أن مواجهة الذهاب كان من المقرر أن تلعب على أرضية ملعب “الجوهرة” بأم درمان.
استمرار التدريبات
يواصل بعض لاعبي الهلال الأجانب تدريباتهم في الصالة الرياضية الخاصة بالنادي، وذلك حسب ما نشره اللاعب الكونغولي ماكابي ليليبو قبل 5 أيام في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، والذي أظهر وجود عدد من اللاعبين بجانبه في لقطات الفيديو، وذلك بهدف الحفاظ على الجاهزية البدنية رغم الظروف المحيطة.
في حين غرد المحترف النيجيري للهلال عبدالجليل أجاجون عبر حسابه على “تويتر” في اليوم الأول من الأحداث، قائلا: اللهم عز وجل، اجلب لنا السلام والوحدة في وطننا العزيز السودان.
استنجاد وبكاء
على صعيد آخر، استنجد عدد من اللاعبين البرازيليين في صفوف المريخ بحكومتهم لإجلائهم من السودان.
وبحسب شبكة “غلوبو” البرازيلية يواجه 9 برازيليين من نادي المريخ، بينهم لاعبون وأعضاء جهاز فني، صعوبات في مغادرة الخرطوم.
ووصف لاعب خط الوسط ماتوزينيو اللحظات بـ “الكابوس”، لأنه يسمع ويرى مشاهد الحرب عبر نافذة الشقة الخاصة به، وقال: استيقظنا على أصوات القنابل في اليوم الأول، لم أفهم أي شيء، إنه أمر مخيف، هناك طائرات مقاتلة وأخرى بدون طيار وإطلاق كثيف للنيران.
وكشف ماتوزينيو أنه محبوس في منزله مع لاعبين برازيليين آخرين، وأنهم يعانون من مخاوف بشأن نقص الطعام.
وأضاف اللاعب في المقابلة التلفزيونية (باكيا): نحن تسعة برازيليين، هناك خمسة من الجهاز الفني وأربعة لاعبين، نتناول الأرز بالبيض في الغداء والعشاء، لكن الطعام ينفد، والأسواق مغلقة.
وتمكنت السلطات البرازيلية من إجلاء البرازيليين المتواجدين في صفوف المريخ عبر مصر، يوم الاثنين.
المشاركة في الحرب
ظهر أحمد آدم، الظهير الأيسر لنادي المريخ، في اليوم الأول من عيد الفطر مرتديا زي الجيش السوداني وحاملا سلاحا في يده، دون تأكيدات بشأن مشاركته في الاشتباكات الدائرة.
ويشار إلى أن عددا كبيرا من لاعبي ونجوم كرة القدم في السودان ينتمون إلى وحدات عسكرية سواء الشرطة أو الجيش وغيرهم، لكن لم تحصل تأكيدات بخصوص انضمامهم إلى ساحات القتال من عدمه، مع إمكانية أن أحمد آدم نشر الصورة كتضامن مع القوات المسلحة وإعلان موقفه في الحرب.