بحثاً عن طريقة آمنة وفعالة للتنبؤ بمرض الزهايمر، اكتشف باحثون سويديون جزيء للسكر في دم المرضى المصابين.
وعند الجمع بين اختبار الذاكرة البسيط والتحليل الجيني، استطاع فريق البحث التنبؤ ببدء الحالة قبل عقد من الزمان مسبقاً بدرجة كبيرة من الدقة.
يما يمكن أن ينضم البروتوكول المكتشف حديثاً إلى باقي بروتوكولات التشخيص المبكرة للزهايمر قريباً لمساعدة العلماء على اكتشاف احتمالات الإصابة بالمرض قبل بدء ظهور أعراضه واتخاذ خطوات لوقف تقدمه.
طرق أبسط
ويبدو أن العلماء يقتربون كل يوم تقريباً أكثر فأكثر من إيجاد طرق جديدة للتنبؤ بظهور مرض الزهايمر، حسب ما نقل موقع New Atlas عن دورية Alzheimer’s & Dementia. وسبق أن تم الإعلان عن محاولات لاستخدام الأجهزة القابلة للارتداء لتتبع أنماط الحركة المرتبطة بالحالة وتوظيف خوارزميات يمكنها تحليل فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لاكتشاف علامات المرض مقدمًا بسنوات وكذلك التحليلات التي وجدت 75 منطقة جينومية مرتبطة بالمرض.
كما أن اختبار سوائل الجسم يمكنه أيضاً تحقيق نتائج واعدة كطريقة تنبؤية. لكن نظراً لأن إزالة السائل النخاعي يعد دائماً اقتراحاً محفوفاً بالمخاطر، يحاول الباحثون، من بينهم علماء معهد كارولينسكا في السويد، إيجاد طرق لاكتشاف المرض باستخدام اختبارات دم أبسط بكثير.
بروتينات تاو
في السابق، اكتشف الباحثون أن المواد القائمة على السكر، والتي تسمى الغليكانات الموجودة في السائل النخاعي، يمكن أن ترتبط بوجود بروتينات تاو في الجسم. إذ تعد المستويات العالية من بروتين تاو غير الطبيعي في الدماغ أحد العلامات الأساسية لمرض الزهايمر، لذا فإن العثور عليها مبكراً في الجسم يمكن أن يكون وسيلة للتنبؤ بظهور الحالة.
في الواقع، وجد الفريق أن الأشخاص، الذين لديهم مستويات متطابقة من الغليكانات وتاو كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بمرتين، من أولئك الذين لا تظهر لديهم علامات.
الغليكانات في الدم
في الدراسة الجديدة، توصل الباحثون إلى أن الغليكان، وهي سكريات مركبة في الدم أو جزيئات تعتمد على السكر وتغطي البروتينات، موجودة أيضاً في الدم.
ومن خلال دمج هذه المعلومات مع التحليل الجيني واختبار الذاكرة، تمكنوا من توقع ظهور مرض الزهايمر بدقة تصل إلى 80% حتى 10 سنوات قبل ظهور أعراض فقدان الذاكرة.
مجال غير مستكشف نسبياً
من جهته قال الباحث الأول في الدراسة روبن تشو من معهد كارولينسكا إن “دور الغليكانات، الهياكل المكونة من جزيئات السكر، هو مجال غير مستكشف نسبياً في أبحاث الخرف. وأظهرت نتائج الدراسة أن مستويات الدم في الغليكانات تتغير في وقت مبكر أثناء تطور المرض، مما يمكن أن يعني أنه سيكمن التنبؤ بخطر الإصابة بمرض الزهايمر من خلال فحص الدم واختبار الذاكرة فقط”.
وكخطوة تالية، سيدرس الباحثون عينات دم إضافية متضمنة في كل من الدراسة السويدية بالإضافة إلى دراسات الشيخوخة التي أجريت خارج البلاد. وسيعمل فريق الباحثين أيضاً على وضع النتائج موضع التنفيذ في البيئات السريرية.
كما أعرب كبير الباحثين في الدراسة شيددين فايس عن أمله في أن “تثبت الغليكانات الموجودة في الدم أنها مكمل قيِّم للطرق الحالية لفحص الأشخاص بحثاً عن الزهايمر والتي ستُمكن من اكتشاف المرض مبكراً”.