نشر الباحثون دراسة في دورية Cell Metabolism يوم الأربعاء، خلصت إلى أنّ الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر تغيّر أدمغة البشر؛ فإذا كنا نأكل بانتظام ولو كميات صغيرة منها، فإن الدماغ يتعلم أن يستهلك بدقة هذه الأطعمة في المستقبل.

يقول قائد الدراسة، مارك تيتجمير، لموقع “سكاي نيوز عربية” إنّ الدراسة توضح أنّ الاستهلاك اليومي قصير المدى للوجبات الخفيفة (عالية الدهون / عالية السكر) يقلل من تفضيل الأطعمة قليلة الدسم، ويعيد توصيل دوائر المكافأة في الدماغ لتعزيز الاستجابة للطعام اللذيذ.

وتخضع هذه الآلية لنظام المكافأة، فعندما تقوم بسلوك معين تحبه، يقوم هذا النظام بمكافأتك بتفعيل الدوائر العصبية المرتبطة بالشعور بالمتعة وبذلك يحفزك على أن تقوم به مرة أخرى.

ويشير تيتجمير إلى وجود ارتباط عكسي بين مؤشر كتلة الجسم وصحة الدماغ، كما ثبت أيضاً أن التفضيلات واستجابة الدماغ للطعام تختلف لدى الأفراد المصابين بالسمنة.

وتبيّن التجارب على نماذج الفئران أنّ بإمكان النظام الغذائي تغيير تفضيلات الطعام وإعادة توصيل دوائر الدماغ، لذا أراد الباحثون فهم إذا ما كان النظام الغذائي وحده (في حالة عدم زيادة الوزن) قد يتسبب في حدوث تغييرات في التفضيل وإعادة توصيل دوائر الدماغ لدى البشر.

عينة البحث

لاختبار هذه الفرضية، قام الباحثون بإعطاء 82 متطوعاً حلوى صغيرة تحتوي على الكثير من الدهون والسكر يومياً لمدة ثمانية أسابيع، إلى جانب نظامهم الغذائي العادي.

تلقت المجموعة الأخرى حلوى تحتوي على نفس العدد من السعرات الحرارية ولكن تحتوي على دهون أقل، تم قياس نشاط دماغ كل متطوع قبل وأثناء الأسابيع الثمانية.

زادت استجابة الدماغ للأطعمة الغنية بالدهون والسكر بشكل كبير في المجموعة التي تناولت الحلوى عالية السكر والدهون بعد ثمانية أسابيع، أدى هذا إلى تنشيط نظام الدوبامين، وهو ناقل عصبي في الدماغ مسؤول عن التحفيز والمكافأة.

خلال فترة الدراسة، لم يكتسب الأشخاص الذين خضعوا للدراسة وزنا أكبر من الأشخاص الذين تم اختبارهم في المجموعة الضابطة، ولم تتغير أيضاً قيم الدم لديهم، مثل سكر الدم أو الكوليسترول، ومع ذلك، يفترض الباحثون أن تفضيل الأطعمة السكرية سيستمر بعد نهاية الدراسة.

يقول مارك تيتجمير: “من خلال هذه التغييرات في الدماغ، سنفضل دائماً دون وعي الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الدهون والسكر”.

وعن مدى دقة نتائج الدراسة وإمكانية تطبيقها على نطاق أوسع، يعتقد تيتجمير أنّ حجم التأثير مقنع، رغم حجم العينة المحدود (82 شخصاً).

يشار إلى أنّ هذه الدراسة تلقت التمويل من جمعية ماكس بلانك (الحكومة الألمانية)، ومجلس الأبحاث الألماني، والمركز الألماني لأبحاث مرض السكري.