محمد تكين كان يسكن في منطقة أنطاكيا بولاية هاتاي، وهي من أكبر الولايات التي دمّرتها الزلازل منذ 6 فبراير الماضي، وعلق تحت الأنقاض لمدة 36 ساعة كاملة، رأى خلالها الموت بعينيه، لكن القدر كان له رأي آخر.

بعدما خرج من تحت الأنقاض ظل يسأل باستمرار عن خطيبته ديلارا كهرمان، حتى عرف أنه تم إنقاذها هي الأخرى، وقرر أخذها إلى أقاربه الذين يعيشون في ألاشهير، حيث أقيم حفل الزفاف.

المنقذ شاهدا على العرس

مِن الأمور المفرحة في حفل الزفاف، أن ضابط الشرطة أمير بستامي دميرطاش، الذي انتشل العريس من تحت الأنقاض تمت دعوته، واختاروه شاهدا على عقد الزواج، وسط أجواء غلبت عليها الشجون وانهمرت فيها دموع الحاضرين؛ تأثرا بدموع العريس والعروس وشهود الزفاف.

الضابط دميرطاش، استعاد ذكريات الموقف، قائلا: “بمجرّد أن سمعنا بالحادث، انتقلنا طوعا إلى أنطاكيا في اليوم الأول، أثناء بحثنا، سمعت أصوات شقيقين، لاحقًا، بذلنا قصارى جهدنا لإنقاذ الأخوين، وعند إنقاذ محمد سأل عن خطيبته، فأعطاني رقم هاتفها، وسألت عن منزلها”.

تمنّى للعروسين حياة سعيدة، وأن يكونا أقوى، ويتمكّنا معا من التعافي والتغلب على الأوقات التي مرَّا بها معا.

كما حضرت سيلين أوكوزكو أوغلو، زوجة رئيس بلدية ألاشهير أحمد أوكزكو أوغلو، حفل الزفاف.

تضامنا مع العروسين، صرح رئيس البلدية: “أتى العروس والعريس من منطقة الزلزال إلى هنا، كي تستمر الحياة، وبينما نذرف الدموع، نشهد مثل هذه اللحظات السعيدة”.

وأضاف: “أعلم جيدا أن محمد سأل أولا عن الحي الذي كانت فيه خطيبته عندما كان تحت الأنقاض، هذا ما أعطاه الله، لقد أوصلهما إلى هذه الفرحة”.

أما العروسان، فمع تأثرهما بما وقع لهما، إلا أن بهجة الحفل والحاضرين دفعتهما للقول إنهما يجدان صعوبة في التعبير عمّا يشعران به، لكنهما في غاية السعادة.

أسفر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا 6 فبراير، ثم الآلاف من الهزات الأرضية التابعة له، عن مقتل 54 ألف شخص، وإصابة أكثر من 100 ألف؛ نتيجة تهدّم عشرات الآلاف من المباني.