تسميم مريب لطالبات إيران..وناشطون “رد على حياة امرأة حرية”
مينا-يزداد الغموض تعقيداً حول ظاهرة تسمم مئات الطالبات منذ أشهر في إيران، كما يرتفع منسوب الشكوك والاتهامات.
فبعد ظهور حالات جديدة في 17 مدرسة إيرانية، أمس الأربعاء، فضلاً عن إعياء ما يقارب 200 طالبة في أردبيل، وفقًا لوسائل إعلام حكومية، بدأت أصابع الاتهام تتجه إلى تورط السلطات، لاسيما بعد أن قمعت قوات الأمن أمس عدداً من أهالي التلميذات الذين احتجوا على تلك الظاهرة التي تهدد حياة بناتهم.
فيما اعتبر آخرون أن حملة التسميم هذه قد يكون هدفها منع التعليم أو زرع الخوف بين الطلاب والطالبات.
وفي هذا السياق، قالت تارا سبهري فار، الباحثة الإيرانية في منظمة هيومن رايتس ووتش، لنيويرك تايمز:” “يبدو أن تلك الهجمات الخطيرة منسقة لإثارة الخوف بين الفتيات وعائلاتهن ومعاقبتهن على المشاركة في الاحتجاجات”
كما اعتبرت أن تلك الظاهرة “تفاقم الصدمة الجماعية والقلق في إيران.”، بحسب ما نقلت نيويورك تايمز.
بالتزامن ألقى العديد من أهالي الطلاب باللوم على الحكومة وقواتها الأمنية، فيما نزل العديد منهم إلى الشوارع للاحتجاج على ما يجري والتعبير عن خوفهم مما يلحق ببناتهم.
في حين تداول عدة ناشطين على مواقع لتواصل فيديوهات مروعة تظهر كيفية تعاطي الأمن مع الأهالي.
ففي أحد المقاطع المصورة، ظهرت قوات الأمن تضرب وتسحل أماً احتجت على تسمم ابنتها أمام ثانوية “أبان 13” في حي طهرانصار غرب العاصمة طهران.
وأفاد شهود عيان أن رجال الأمن شدوا تلك المرأة وأجبروها على ركوب سيارة، وأخذوها إلى مكان مجهول، بحسب ما نقلت مسيح علي نجاد.
وكانت أكثر من مئة طالبة تعرضت أمس للتسمم بالغاز في المدارس بعد سلسلة من الحالات المماثلة المسجلة منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
فيما أفاد رئيس خدمة الاستشفاء أن طالبات من سبع مدارس للبنات في مدينة أردبيل (شمال البلاد) استنشقن صباح أمس مكونات غازية وتم نقل 108 أشخاص إلى المستشفى.
كما ظهرت حالات تسمم جديدة في ثلاث مدارس على الأقل في طهران. ففي مدرسة ثانوية في غرب العاصمة، أصيبت الطالبات “بالتسمم جراء رش نوع من الرذاذ”، على ما نقلت وكالة فارس عن آباء الطالبات.
أما في مدينة قم، فقدرت المتحدثة باسم لجنة الصحة البرلمانية، زهراء شيخي، إصابة نحو 800 طالبة منذ تسجيل أولى حالات التسمم عبر الجهاز التنفسي في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر و400 في بروجرد (غربا).
بينما أظهرت نتائج فحوصات السموم التي توصلت إليها وزارة الصحة أن المادة السامة المستخدمة في قم تتكون بشكل خاص من غاز النيتروجين N2، المصنوع بشكل أساسي من النيتروجين والمستخدم في الصناعة أو كسماد زراعي.
إلا أن وزير الداخلية أحمد وحيدي أعلن أن السلطات ما زالت تحقق مع المسؤولين المحتملين” عن حالات التسمم، لكن لم يتم توقيف أي أحد حتى الآن.