مينا – يعد متحف “الشفاء” في جدة غرب السعودية، أول متحف يرصد إسهامات العلماء المسلمين في نهضة الطب والجراحة والصيدلة واكتشاف الأمراض وتشخيصها وسبل علاجها والترجمة والتأليف.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد الكربي المشرف العام على متحف “الشفاء”، المتحف يعرف الزوار بإسهامات قدماء العلماء المسلمين وإنجازاتهم في إرساء قواعده، والتي شكلت اللبنة الأساس لما وصل إليه الطب من اكتشافات وتقدم وتطور في أساليب العلاج في عصرنا الحاضر.
كما أضاف: ينقسم المتحف إلى تسعة أقسام رئيسية هي الطب النبوي، الترجمة والتأليف، العدوى والوباء، براعة التشخيص، طب العيون “الكحالة”، وكذلك التشريح وعلم وظائف الأعضاء، طب النساء والولادة، الصيدلة، والجراحة.
وأشار الكربي، إلى أن كل قسم في المتحف يتناول أحد جوانب العلوم الطبية التي ساهم العلماء والأطباء المسلمون في نهضتها، مستعرضًا العشرات من مخطوطاتهم الأصلية النادرة وكتبهم المطبوعة، وأدواتهم الطبية والجراحية والصيدلانية، وغيرها من المقتنيات.
كما يفرد المتحف أجنحة خاصة بإسهامات أربعة من أشهر علماء الحضارة الإسلامية وهم أبو بكر الرازي، ابن سينا، أبو القاسم الزهراوي وابن النفيس، الذين أحدثوا طفرة كبيرة ومتقدمة في جميع مجالات العلوم الطبية في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وشكرت تلك الاكتشافات والنظريات والمؤلفات حجر الأساس اعتُمدت في مناهج التعليم وبروتوكلولات العلاج في كبرى الجامعات والمستشفيات حول العالم لقرون عديدة مضت وحتى عصرنا الحاضر.
وأوضح الكربي أن المتحف يسلط الضوء على عدد من رواد الطب المسلمين المعاصرين، الذي تركوا بصمات وإنجازات تكتب بماء الذهب في خدمة الإنسانية والممارسة المهنية في الطب وعلومه.
كما ويعرض المتحف عددًا من أهم المخطوطات والمقتنيات التاريخية المتعلقة بالطب منها أقدم مخطوطة معروفة من كتاب “إصلاح الأدوية” لحبيش الأعسم، يعود تاريخها للقرن الثالث الهجري، ومخطوطة وحيدة في العالم بعنوان “حياة النفس” لأبي إسحاق المتطبب، كما يعرض المتحف نسخة هامة من كتاب “الموجز في الطب” لابن النفيس، مؤرخة عام ٨٧٩هـ، ونسخة يعود تاريخها للقرن العاشر الهجري من كتاب “الحاوي” أشهر كتاب أبو الرازي على الإطلاق، ونسخة مخطوطة مبكرة من تذكرة داود الأنطاكي، وعدد من المخطوطات النادرة المزودة برسومات لتشريح جسم الإنسان. كما يضم المتحف كتبًا مطبوعة هامة مثل الطبعة العربية الأولى لكتاب القانون في الطب، والتي طبعت عام ١٠٠١هـ، والطبعة اللاتينية الأولى من كتاب الجدري والحصبة للرازي، وطبعة هندية هامة من كتاب “التصريف” لأبي القاسم الزهراوي وغيرها.