مينا-من حكايات الحب التي خلدها التاريخ وتغنى بها مطربو فن المالوف في الجزائر، قصة “البوغي” التي بطلاها سيدة تُدعى “نجمة” وسيد يُطلق عليه اسم “جاب الله”، اللذان شغلا مدينة قسنطينة شرقي البلاد قبل أكثر من 100 سنة، فكيف كانت نهاية حبهما؟
قصة نجمة والبوغي جرت أطوارها في مدينة قسنطينة شرقي الجزائر، وهي القصة التي خلدت بأشهر أغنية تراثية في المالوف الجزائري.
بطل الحكاية جاب الله المنحدر من ولاية عنابة شرقي الجزائر، وهو شاعر زجل وكاتب كلمات أغان، ونجمة جميلة مدينة الجسور المعلقة وبنت أنبل عائلاتها.
قصة الحب بدأت في قسنطينة حيث كان جاب الله عاملاً بسيطاً، إذ التقى نجمة وهي تجمع التبرعات لتوزيعها على الفقراء. وفي إحدى الأزقة مدت نجمة يدها فأغرم بها وأعطاها كل ما لديه.
نجمة نسيت أنها متزوجة ووقعت في غرام الشاب الكريم.
العاشقان كانا يتبادلان الرسائل عن طريق خادمة نجمة وفي إحدى رسائله طلب جاب الله من حبيبته دليلاً على حبهما له.
أرسلت نجمة خصلة من شعرها مضفورة بحبات الجوهر.
جاب الله لم يصن حبه ورمى الخصلة في “صينية الرشق” بين أصحابه، وذكر اسم صاحبة الخصلة متفاخراً بحبها، فلامه أصحابه على فعلته وطالبوه بمغادرة المدينة حفاظا على حياته.
غادر جاب الله عائدا إلى مدينته عنابة وسط حزن كبير، لكنه عاد إلى مدينة حبيبته قسنطينة بعد 3 سنوات لإحياء حفلة بها.
ومن الصدف أن الحفلة كانت لختان ابن نجمة المتزوجة من أحد بايات المدينة، لكن العاشق لم يتمالك نفسه وباح بالسر أمام الجميع.
تفطن الزوج للحكاية وكتمها وطلب من خادمه إخفاء حذاء البوغي، وبعد نهاية الحفل انشغل جاب الله بالبحث عن حذائه، وحين غادر الناس انقض عليه الزوج فأراده قتيلا.
ولما بلغ الخبر نجمة عرفت أنها ستلقى ذات المصير وألقت نفسها من الطابق العلوي ولحقت بجاب الله.
وتقول المراجع التاريخية إن عمر القصة يتجاوز 170 سنة.