مينا – حقق الجمهوريون مكاسب متواضعة في انتخابات التجديد النصفي الأمريكي، وجاء أداء الديمقراطيين أفضل من المتوقع، ولم تتضح حتى صباح اليوم الأربعاء لمن ستكون السيطرة على الكونغرس ولا مستقبل برنامج الرئيس جو بايدن.
واحتدمت المنافسة في كثير من السباقات، لكن الجمهوريين أقروا بأن الانتخابات لم تسفر عن انتصار كاسح يشكل “موجة حمراء” (لون الحزب الجمهوري).
وفي مجلس النواب، كان الجمهوريون أوفر حظا للفوز بأغلبية بسيطة تسمح لهم بعرقلة أولويات بايدن التشريعية وتدشين تحقيقات بشأن إدارته وأسرته.
وفي وقت مبكر من اليوم الأربعاء، كان الجمهوريون قد انتزعوا ستة مقاعد ديمقراطية في مجلس النواب، كما توقعت مؤسسة إديسون ريسيرش البحثية، أي أكثر من الحد الأدنى الذي يحتاجونه للسيطرة على المجلس.
لكن الديمقراطيين أبلوا بلاء أفضل بكثير مما توقعه كثيرون.
وفي فوز حاسم للرئيس جو بايدن، انتزع المرشح الديمقراطي جون فيترمان مقعدا يسيطر عليه الجمهوريون في مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا، ملحقا الهزيمة بالطبيب الشهير محمد أوز ومعززا فرص حزبه في الاحتفاظ بالسيطرة على المجلس.
وتحسنت الحالة المزاجية في البيت الأبيض في ساعة متأخرة من الليل، مع احتفال معاونين بانتصار فيترمان بعد أن كانوا متوترين وقالوا إنهم ما زالوا يتشبثون بأمل السيطرة على مجلس الشيوخ.
ونشر بايدن صورة على تويتر وهو يهنئ بعض الفائزين الديمقراطيين عبر الهاتف والسعادة تبدو عليه.
وتعتمد السيطرة على مجلس الشيوخ على سباقات محتدمة في أريزونا وجورجيا ونيفادا التي ما زال يجري فيها فرز الأصوات.
ويسير السباق في جورجيا فيما يبدو نحو جولة إعادة في السادس من كانون الأول/ ديسمبر؛ لأن أيا من المرشحين الديمقراطي والجمهوري لم يحصل على 50% المطلوبة للفوز.
وإذا سيطر الجمهوريون على الكونغرس، ستتوفر لديهم السلطة لتقييد قائمة أولويات بايدن، وسيكون بوسعهم أيضا منع المساعدات لأوكرانيا، لكن محللين يقولون إن الجمهوريين سيبطئون أو يقلصون على الأرجح تدفق المساعدات الدفاعية والاقتصادية.
ومع حصول الجمهوريين على الأغلبية في مجلس النواب، سيحاولون استخدام تحديد سقف للدين الاتحادي كورقة ضغط للمطالبة بخفض شديد في الإنفاق. وسيسعون أيضا إلى جعل الخفض الضريبي للأفراد الذي أقره الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2017 دائما وسيعملون أيضا على حماية الخفض الضريبي للشركات.
وكان الأمل يحدو الزعيم الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي في أن يحتفل بانتصار ساحق يصعد به إلى منصب رئيس مجلس النواب.
لكنه قال لمؤيديه الليلة الماضية: “حين تستيقظون غدا، سنكون الأغلبية وستكون الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي من الأقلية”.
ويوضح تحليل أجرته رويترز لتوقعات مراكز استطلاعات الرأي البارزة غير الحزبية أنه لم يُحسم إلا 13 سباقا فقط من بين 53 من السباقات الأكثر تنافسية، مما يزيد احتمالات بقاء النتيجة النهائية غير معروفة لبعض الوقت.
لا “موجة حمراء”
وعادة ما يخسر الحزب الذي يشغل البيت الأبيض مقاعد في الانتخابات في منتصف فترة ولاية الرئيس الأولى التي مدتها أربع سنوات، ويعاني بايدن من ضعف معدلات التأييد الشعبي.
لكن آمال الجمهوريين في صعود “موجة حمراء” من الانتصارات تلاشت، حيث أظهر الديمقراطيون قدرة مفاجئة على الصمود في سباقات رئيسية كثيرة. وكان من المتوقع أن يفوز الديمقراطيون في 11 من 13 من السباقات المحتدمة التي تم حسمها.
وقال السيناتور الجمهوري لينزي جراهام في مقابلة مع شبكة إن.بي.سي: “بالتأكيد ليست موجة جمهورية، هذا مؤكد تماما”.
وتباينت النتائج بالنسبة لترامب الذي لعب دورا نشطا في الدفع بمرشحين جمهوريين لخوض سباق الكونجرس، والذي يلمح بقوة إلى احتمال خوضه سباقا ثالثا على الرئاسة عام 2024.
وحقق الجمهوريون النصر في ولاية أوهايو، حيث فاز المؤلف جيه. دي. فانس بمقعد في مجلس الشيوخ، ليحتفظوا بالسيطرة على مقعد الولاية، لكن مقدم البرامج وجراح القلب محمد أوز لم يفلح في الفوز بسباق مجلس الشيوخ في بنسلفانيا.
ويواجه حلفاء ترامب صعوبات أيضا في سباقات مجلس الشيوخ في أريزونا وجورجيا ونيفادا، حيث ما زالت الأصوات قيد الفرز.
لكن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، المنافس الجمهوري الرئيسي المحتمل لترامب في انتخابات 2024، عزز شهرته المتنامية على مستوى البلاد بتفوقه على المنافس الديمقراطي تشارلي كريست بنحو 20 نقطة مئوية، كما توقع مركز إديسون.