أضاء الخميس نجم الفنان السوري نور مهنا في حفل فني طربي ساحر واستثنائي ضمن فعاليات الدورة الـ56 من مهرجان قرطاج الدولي بتونس.
سهرة من ألف ليلة وليلة من الطرب والشجون والموسيقى عاش على وقعها جمهور مهرجان قرطاج المتعطش للفن الأصيل بعد توقف لمدة سنتين بسبب فيروس كورونا.
نور مهنا غنى بسلاسة القدود الحلبية والمواويل والأغاني الطربية من بينها “رق الزمان” و”وحشتني” و”ابعثلي جواب” و”خمرة الحب”، وأبهر الجمهور بأغنيتين تونسيتين “لو كان النار الي كواتني كواتك” للفنان التونسي الراحل خميس ترنان و”يما يا غالية”، وصدع صوت مهنا الطربي القوي في المسرح الروماني بقرطاج كأنه يعيد جمهوره إلى عراقة وعظمة هذا الصرح الأثري.
عرف الحفل إقبالا جماهيريّا كبيرا إذ غصّت المدارج بالجمهور الذي توافد منذ ساعات مبكّرة وانتظم في طوابير طويلة على طول الطريق المؤدي إلى المسرح الروماني بقرطاج، فجمهور قرطاج متعطش للطرب خاصة أنه يعد أول حفل طربي منذ أن انطلق المهرجان يوم 14 يوليو/ تموز الجاري.
ويعرف نور مهنا المقيم بتونس لمدة سنوات، بشعبية كبيرة لدى الجمهور التونسي لعذوبة صوته وشجونه ورقيه الفني وعدم سقوطه في فخاخ الفن التجاري.
وعلى مدى أكثر من ساعتين قدّم نور مهنا بكثير من الاقتدار والبراعة باقة من الأغاني من التراث السوري والعربي في حفل يحمل عنوان الطرب والانتشاء والمتعة على امتداد أكثر من ساعتين.
تجديد التراث الفني
وقال الفنان السوري نور مهنا إن الجمهور التونسي هو جمهور راق يحب الفن الطربي ويرنو إلى الأفضل.
وأكد في تصريحات، لـ”العين الإخبارية”، أنه فنان يقدم التراث الفني وهو امتداد للفنانين الذين توفوا ولم يبق منهم سوى نور مهنا، موضحا أنه لديه أكثر من 300 أغنية من التراث المصري والحلبي من محمد عبد المطلب وصباح فخري وملحم بركات وغيرهم.
وأشار إلى أنه يعيش خارج سوريا لمدة 12 سنة ويحمل حنينا كبيرا لبلده الذي تغرب عنه وهو مضطر لظروف لم يفصح عنها قائلا “أنا لا أقدر أعود لسوريا”.
وأوضح أنه يستعد لعمل فني عن سوريا دون أن يذكر تفاصيل عن ذلك.
وأكد أنه ابن حلب ذلك البلد الزاخر بالفن والذي زاره الفنان محمد عبد الوهاب والتقى حينها بالفنان الحلبي عمر البطش الذي يغني موشحات وهو متخصص علم فقه المقامات وجده يبيع البسبوسة فاندهش عبدالوهاب واكتشف أن حلب مليئة بالفنانين، مضيفا أن “حلب مناخها جميل لذلك تجد حتى الاشخاص العاديين أصواتهم جميلة، وهي أنجبت خيرة الفنانين من أصحاب الأصوات القوية مثل ميادة الحناوي وصبري المدلل وصباح فخري”.
ويرى مهنا أن تونس أيضا تزخر بالأصوات الجميلة لكنها لم تجد حظها داعيا الإعلام التونسي إلى إعادة النظر في هذه الأصوات ودعم أبناء بلدهم.
وعن جديده الفني، قال مهنا إنه من أبناء تجديد الاغاني والتراث القديم قائلا: “أما عن الجديد فإن الملحنين ليس لديهم ألحان لصوت نور مهنا”.
عروض مهرجان قرطاج
جمهور مهرجان قرطاج يصافح سيكون على موعد في هذه الدورة مع مجموعة من الفنانين العرب والأجانب كما سيضرب موعدا مع عروض موسيقية ومسرحية، تلبي أذواقا موسيقية مختلفة إذ تتراوح بين الطربي والكلاسيكي والصوفي والراب وموسيقات العالم.
ويستمر المهرجان الذي يحتضن 33 عرضا منها 15 حفلا تونسيا، و10 حفلات عربية، و8 من دول أجنبية حتى 20 أغسطس/آب المقبل. وسيشارك في حفل الختام الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب، بالتزامن مع عام الثقافة التونسية المصرية 2022.
ومن الأسماء التي ستشارك في العروض المقبلة كل من مغني الراب التونسي “بلطي” والمطرب السوري نور مهنا، واللبناني راغب علامة، والتونسيين صابر الرباعي وزياد غرسة، كما ستتواجد الفرقة الغنائية الأمريكية “الإخوة جاكسون”، وفرقة “بي آي جي” الكورية”، والثنائي التونسي نور وسليم عرجون.