وفقًا للدكتور تومي ميتشل “يعتقد العلماء منذ فترة طويلة أننا نستخدم نسبة صغيرة فقط من قوة أدمغتنا. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث الحديثة أن هذا قد لا يكون هو الحال. في الحقيقة، ربما نستخدم أدمغتنا أكثر مما ندرك. المشكلة هي أنه عندما نعاني من الإجهاد، فقد يؤدي ذلك إلى تقلص أدمغتنا”
وقد أورد الدكتور ميتشل في حديث مع موقع “إم إس إن” الإلكتروني، مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى تقلص أدمغتنا نتيجة التوتر، على النحو التالي:
يزيد الإجهاد من مستويات الكورتيزول
يقول الدكتور ميتشل: “يمكن أن يؤثر الإجهاد على جسمك وعقلك. عندما تكون متوترًا، يفرز جسمك الكورتيزول، وهو هرمون مصمم لمساعدتك على التعامل مع المواقف العصيبة. وفي الجرعات الصغيرة، يكون الكورتيزول مفيدًا. يمكن أن يساعدك على التركيز وأن تكون متيقظًا. ومع ذلك، عندما تكون مستويات الكورتيزول عالية باستمرار، يمكن أن تكون سامة للدماغ. تم ربط المستويات العالية من الكورتيزول بمشاكل الذاكرة والقلق والاكتئاب.
يُعتقد أن الكورتيزول يساعد في تحضير الجسم “للقتال أو الهروب”. عندما تكون متوترًا، فإن جسمك يستعد بشكل أساسي لحالة الطوارئ. يرتفع معدل ضربات القلب، ويتم إفراز الأدرينالين، ويتم تحويل الدم بعيدًا عن الوظائف غير الأساسية مثل الهضم. هذه الاستجابة مفيدة إذا كنت في خطر حقيقي، ولكنها ليست مفيدة إذا كنت تمر بيوم حافل في العمل.
بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للضغط إلى زيادة مستويات الكورتيزول في الجسم، والتي يمكن أن تكون ضارة للدماغ. إذا كنت تتعامل مع الكثير من الضغوط في حياتك، فمن المهم أن تجد طرقًا للتعامل معها. يمكن أن تساعد التمارين وتقنيات الاسترخاء واستشارة طبيب مختص على تقليل مستويات التوتر “.
التوتر يضعف وظيفة الخلايا العصبية ويقلل من قدرتها على التواصل مع بعضها
يقول الدكتور ميتشل: “يمكن أن يكون للتوتر تأثير سلبي على صحتنا. ولكن هل تعلم أنه يمكن أيضًا أن يضعف وظيفة الخلايا العصبية ويقلل من قدرتها على التواصل مع بعضها البعض؟ بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تقلص الدماغ. فكيف يحدث هذا؟ عندما نكون تحت الضغط، تفرز أجسامنا هرمون الكورتيزول الذي يؤثر على الحُصين، وهو جزء من الدماغ مسؤول عن الذاكرة والتعلم، ويمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى تقلص الحُصين.
بالإضافة إلى ذلك، يمنع الكورتيزول إطلاق النواقل العصبية، وهي مواد كيميائية تساعد الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. يمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض في الاتصال بين الخلايا العصبية وانخفاض عام في وظائف المخ.
التوتر يلحق الضرر ببنية الحُصين
وفقًا للدكتور ميتشل: “عندما يعاني شخص ما من إجهاد مزمن، يتغير هيكل الحُصين. الحُصين هو منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والعاطفة. وعندما يتضرر، يكون أصغر حجمًا وأقل فاعلية. أحد أسباب حدوث ذلك هو أن التوتر المزمن يزيد من مستويات الكورتيزول في الجسم. الكورتيزول هو هرمون يساعد الجسم على التعامل مع الإجهاد، ولكن الكثير منه يمكن أن يكون ضارًا. ويمكن أن يتلف الحُصين عن طريق التدخل في طريقة تكوين الذكريات الجديدة وكيفية تكوين الذكريات الموجودة والوصول إليها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يقتل الكورتيزول الخلايا العصبية ويسبب الالتهاب. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقلص الحُصين.
كما يؤدي التوتر أيضًا إلى إتلاف بنية الحُصين عن طريق التسبب في ضرر الأكسدة. يحدث هذا عندما تتعرض الخلايا للكثير من الأكسجين، مما يؤدي إلى نشوء جذور حرة تتلف الحمض النووي والبروتينات وأغشية الخلايا، ويمكن أن يؤدي هذا الضرر إلى الالتهاب وموت الخلايا، وكلاهما يساهم في انكماش الحصين.
عندما يتلف الحُصين، يكون أقل فاعلية في أداء وظائفه وحدوث مشاكل في الذاكرة والتعلم والعاطفة. يمكن أن يزيد هذا أيضًا من خطر الإصابة بأمراض مثل الاكتئاب ومرض الزهايمر. لذلك، من المهم إيجاد طرق لإدارة التوتر من أجل حماية الحُصين من التلف “.
التوتر يعطل إنتاج خلايا دماغية جديدة في الحُصين
يقول الدكتور ميتشل: “الحُصين هو هيكل صغير منحني يقع في أعماق الدماغ. هذه المنطقة مسؤولة عن تكوين الذاكرة. الحُصين هو أيضًا أحد المناطق القليلة في الدماغ حيث يتم تكوين الخلايا العصبية الجديدة باستمرار. ومع ذلك، يمكن أن تتعطل هذه العملية بسبب الإجهاد والتوتر.عندما تعاني من الإجهاد المزمن، ينتج جسمك مستويات عالية من هرمون الكورتيزول.
للكورتيزول عدد من الآثار السلبية على الدماغ، بما في ذلك تقليل عدد الخلايا العصبية الجديدة المنتجة في الحُصين.
في الواقع، أظهرت الدراسات أن الإجهاد المزمن يمكن أن يقلص حجم الحُصين بنسبة تصل إلى 10٪. علاوة على ذلك، يتداخل الكورتيزول أيضًا مع النواقل العصبية الضرورية لوظيفة الدماغ السليمة. ونتيجة لذلك، يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى مشاكل في الذاكرة والتركيز، واتخاذ القرار. إذا كنت ترغب في حماية عقلك من الآثار الضارة للتوتر، فمن المهم أن تجد طرقًا لإدارة مستويات التوتر لديك مثل ممارسة الرياضة والاسترخاء والخضوع للعلاج لدى طبيب مختص.