ووجد التحليل أن المرضى الذين تناولوا الأدوية لم يتمتعوا بنوعية حياة أفضل بشكل ملحوظ مقارنة بالأشخاص المصابين بالاكتئاب الذين لم يتناولوا الحبوب.
ونظر الباحثون إلى 17.5 مليون من البالغين الأمريكيين المصابين بالاكتئاب على مدى 10 سنوات، نصفهم يتناول الأدوية والنصف الآخر لا يتناولها. و أظهرت النتائج تحسنًا طفيفًا في الصحة العقلية في كلا المجموعتين، بغض النظر عما إذا كان المرضى يتناولون مضادات الاكتئاب.
و استخدمت الدراسة الأخيرة، التي نُشرت في مجلة PLOS ONE بيانات من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع وخضعوا لفحوصات طبية كجزء من دراسة أخرى، وشملت جميع البالغين في البلاد الذين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب ولم يتم إيداعهم في مؤسسات طبية، و كان متوسط أعمارهم 48 سنة وكان معظمهم من النساء (67.9 في المائة)، وتناول أكثر من نصفهم مضادات الاكتئاب، بينما لم يتناول 43 في المائة الأدوية ولكن لا يزال لديهم تشخيص إكلينيكي.
و قام الباحثون بفحص درجات جودة الحياة المتعلقة بالصحة. و يتم استخدام المقياس من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها كمؤشر على جودة الحياة، عقليًا وجسديًا، ويتم تحديده من قبل المرضى الذين يجيبون على أسئلة الاستطلاع حول صحتهم، وهي مقسمة إلى مجالين: الصحة العقلية والجسدية. وعادة ما يسجل الأشخاص الأصحاء حوالي 90 درجة على المقياس.
و زادت درجات الصحة العقلية في كلا المجموعتين على مدار العامين، بينما انخفضت الدرجات البدنية. وبالنسبة لأولئك الذين يتناولون الدواء، زادت درجات الصحة العقلية بنسبة 2.9 في المائة من متوسط 40.32 إلى 41.50. وانخفضت درجات صحتهم الجسدية بنسبة 1.5 في المائة من 42.5 إلى 41.85.
وفي الوقت نفسه، شهد أولئك الذين لم يتلقوا مضادات الاكتئاب زيادة في درجات صحتهم العقلية بنسبة 2.2 في المائة من 42.99 إلى 43.92. وانخفضت درجاتهم البدنية من 43.86 إلى 43.31 (1.3 في المائة).
و دعا الباحثون من جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية إلى مزيد من الدراسات طويلة المدى على المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب لتقييم تأثيرها على نوعية الحياة.
لكن خبراء مستقلين قالوا إن الاستنتاجات القوية من الدراسة لا يمكن استخلاصها لأن أولئك الذين تناولوا الأدوية كانوا عادة أكثر اكتئابا في البداية، وبالتالي لم تكن المقارنة عادلة، أصروا على أن الدراسات السريرية الأخرى أظهرت أن الأدوية تحسن نوعية الحياة بشكل عام.