تحيي الإمارات، الأربعاء، “يوم زايد للعمل الإنساني” الذي يصادف 19 رمضان سنويا الموافق لذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
تحل ذكرى هذا اليوم في وقت تمضي فيه الإمارات قدما لتخليد نهجه والسير على دربه في العطاء وتقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية للمحتاجين في مختلف دول العالم.
أهمية خاصة
وتحمل ذكرى هذا اليوم هذا العام أهمية خاصة لأكثر من سبب، أولها أنها تأتي فيما تتواصل في الإمارات مبادرة “المليار وجبة” الأكبر بالمنطقة لتوفير دعم غذائي يصل إلى مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة حول العالم.
وتعد تلك المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في 2 أبريل/نيسان الموافق الأول من شهر رمضان 2022، إحدى ثمار دبلوماسية العطاء التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
السبب الثاني أن ذكرى هذا العام تتزامن مع قيادة الإمارات جهودا إنسانية متواصلة لتعزيز حقوق الإنسان إما عبر عضويتها في مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، أو من خلال دبلوماسيتها الإنسانية النشطة.
وأرسلت الإمارات مساعدات إنسانية منذ مطلع رمضان الجاري فقط إلى عدد من الدول من بينها أوكرانيا واليمن والصومال والسودان وموريتانيا وأفغانستان.
السبب الثالث أن ذكرى “يوم زايد للعمل الإنساني” تحل هذا العام بعد أشهر قليلة من اعتماد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مبادئ الخمسين، التي تضم 10 مبادئ تعد بمثابة رؤية شاملة ومتكاملة ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي والإنساني للإمارات وتحدّد توجهاتها للخمسين عاما المقبلة.
وتخلد الإمارات عبر تلك المبادئ القيم والرؤية والرسالة الإنسانية التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسون، واضعة على قمة أهدافها تعزيز أركان الاتحاد، والمحافظة على الريادة الإنسانية لعيال زايد ليكونوا “الشعب الأفضل والأنبل والأكثر عطاء”.
وتضمنت مبادئ وثيقة الخمسين قيما ومبادئ، سيرا على النهج الإنساني للمؤسس، تجسد سياسة الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث في وطن عنوانه الإنسانية من أبرزها..
1- المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً.
2- لا ترتبط مساعدات الإمارات الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة.
3- الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.
قصة يوم زايد
منذ رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 الموافق 19 رمضان 1425 هـ، حرصت الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على إحياء تلك الذكرى للسير على نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير التي غرسها في نفوسهم، وفاء لسيرته واستلهاما لحكمته.
وحرصا على تخليد نهج قائد سخّر حياته لمنفعة الناس وخيرهم، واستدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها، أقر مجلس الوزراء الإماراتي في جلسته التاريخية التي عقدت بدار الاتحاد في اليوم الوطني الـ 41 لدولة الإمارات عام 2012، تسمية يوم الـ19 من رمضان من كل عام والموافق لذكرى رحيل مؤسس الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بـ”يوم العمل الإنساني الإماراتي”، وذلك إحياء لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعرفانا بدوره في تأسيس مسيرة العطاء الإنساني في دولة الإمارات وتخليد مآثر الخير لرائد العمل الإنساني.
وعلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على هذه المبادرة، آنذاك، قائلا: “إن زايد هو منبع الجود وأصله، وهو من غرس في شعبه حب العطاء والبذل دون مقابل ولا بد لصاحب هذا الفضل أن يذكر في هذا اليوم.. وخير ما نذكره به رحمه الله إنسانيته وعطاؤه وكرمه الذي لم يميز به بين قريب وبعيد والذي جعل الإمارات محطة إنسانية عالمية للعطاء”.
وفي مطلع شهر رمضان التالي، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 11 يوليو/ تموز 2013 حملة “يوم العمل الإنساني الإماراتي” التي استمرت حتى يوم 19 رمضان بهدف كسوة مليون طفل محروم حول العالم.
وفي 28 يوليو/ تموز 2013/ 19 رمضان 1434 هـ، أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتغيير مسمى يوم العمل الإنساني الإماراتي إلى “يوم زايد للعمل الإنساني” تخليدا لذكرى الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
جاء ذلك خلال رعايته لأول فعالية للاحتفاء بـ”يوم زايد للعمل الإنساني” في مركز دبي التجاري العالمي.
وألقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كلمة أوضح فيها أن إطلاق هذا اليوم جاء “تخليداً لما كان يحبه الشيخ زايد رحمه الله من البذل والعطاء واستذكاراً لمآثر الخير التي كانت جزءا رئيسيا من سيرته ونشرا وترسيخا لثقافة إنسانية إماراتية وضع لها رحمه الله الأساس بعمله وبسيرته وبسجيته المحبة للخير والحريصة على منفعة الإنسان أينما كان”.
كما شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات مساء اليوم نفسه ليلة الوفاء لزايد الخير والعطاء التي أقيمت في جامع الشيخ زايد الكبير ضمن فعاليات “يوم زايد للعمل الإنساني”.
عاصمة عالمية للخير
وبين أن هذا اليوم سيكون “محطة سنوية سنتوقف فيها لاستذكار سيرة المؤسس الإنسانية وترسيخ قيم الخير والبذل والعطاء في نفوس الأجيال الجديدة والتخطيط لسنة كاملة قادمة من العمل الإنساني الإماراتي ترسيخا لوضع دولة الإمارات كعاصمة عالمية لعمل الخير ومحطة دولية رئيسية لإغاثة الملهوف والمحتاج”.
وقوبلت المبادرة الإماراتية بترحيب أممي ودولي وإقليمي، بعد إضافة فعالية إنسانية مهمة لأجندة المناسبات الإنسانية على مستوى العالم، لصالح الفقراء والمحتاجين حول العالم.
وتحولت الإمارات بالفعل إلى عاصمة عالمية لعمل الخير ، وها هي اليوم بفضل إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تحتل الصدارة عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية.
وتمضي القيادة الإماراتية ممثلة في الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات على طريق المؤسس في مد يد العون والمساعدة والعمل على مكافحة الفقر والجوع ومساعدة المعوزين حول العالم دون النظر إلى جنسياتهم أو لونهم أو ديانتهم.
واستطاعت الإمارات تحويل الأعمال الإنسانية والخيرية إلى مؤسسات نظامية بهدف استدامة الخير واستمراريته وضمان فاعليته ووصوله لكل محتاج.
وأضحى “يوم زايد للعمل الإنساني” مناسبة سنوية للاحتفال بما حققته الإمارات منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإلى اليوم من إنجازات على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى.
كما أصبح يمثل موعدا سنويا للإعلان عن العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية والنوعية عبر مئات الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها المؤسسات العامة والخاصة والأهلية.