طور فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا إرفاين الأمريكية كاميرا ذكية لنظارات الرؤية الليلية، يمكنها تصوير مشاهد بالألوان الكاملة، أثناء التنقل وسط الظلام الدامس، وذلك بدلاً من التصوير الأحادي اللون في تقنيات الرؤية الليلية الشائعة الاستخدام.
وذكر موقع ”ذا ديلي بيست“ الإخباري أن نظارات الرؤية الليلية المستخدمة حاليًا مُصممة مع شاشة عرض فلورية، حيثُ تصور الظلام بدرجة من اللون الأخضر، حتى تتيح لمستخدمها التمييز بين الأجسام الثابتة والمتحركة خلال التنقل في الليل.
وقال الدكتور أندرو براون، المؤلف الرئيسي في الدراسة: ”من المعروف أن الرؤية في الظلام مستحيلة بدون وجود مصدر ضوء، حيثُ تستخدم كاميرات الرؤية الليلية الأشعة تحت الحمراء لإنشاء الصورة التي تراها على الشاشة، والتي تكون فقط باللون الأخضر“.
ويُعتبر سبب رؤية المشاهد باستخدام نظارات الرؤية الليلية باللون الأخضر هو أن عين الإنسان أكثر حساسية للضوء عند أطوال موجية تبلغ حوالي 555 نانومتر، والتي تظهر على هيئة اللون الأخضر الساطع.
وبين الدكتور براون أن العديد من التقنيات حاولت التغلب على هذا اللون الأحادي، باستخدام كاميرات فائقة الحساسية تكتشف الضوء المرئي بدلاً من الأشعة تحت الحمراء، ولكن هذه التقنيات يمكن أن تضر بأنسجة العين، وفي بعض أنواع العينات البيولوجية الدقيقة عند استخدامها في المختبر.
وأوضح الدكتور براون أنه وفريقه طوروا الكاميرا الجديدة لترقية هذه التكنولوجيا، وتصوير صور متحركة ملونة، بدون أن تسبب آثارا سلبية عند استخدامها.
وتحوّل كاميرا الرؤية الليلية المطوّرة، باستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي للتعلم العميق، ما تراه إلى مشاهد بالألوان، بدلاً من المشاهد الأحادية اللون.
وزود الباحثون الخوارزمية بمعلومات حول الألوان المختلفة بناءً على مئات الصور المطبوعة، التي تحتوي على بيانات عن الطيف المرئي والأشعة تحت الحمراء، حيث تم برمجتها على إعادة بناء لون الصور المعروضة أمامها آلياً.
وكشف الفريق البحثي أن أداء النموذج الأولي للكاميرا كان جيداً في تصوير الظلام بالألوان، حيث عملوا على تزويدها بمزيد من بيانات التعلم الآلي لتحسين أدائها.
ويمكن استخدام تقنيات الرؤية الليلية في مجموعة من التطبيقات مثل العمليات الاستكشافية في الليل، وفي التطبيقات الطبية، حيث قد تكون مفيدة في جراحة العيون، لحماية أنسجة الشبكية الحساسة من التلف الناتج عن الضوء.