«الحب يجعلك تفعل أشياء مجنونة» هكذا برر ويل سميث الموقف معتذراً للجميع، لكن «الترند» يجعل الكثيرين يقومون بأشياء مجنونة، ولا نستثني المؤسسات المحترمة كالأكاديمية والتي شهدت «أعظم ليلة في تاريخ الترفيه»، إلى طرح إمكانية الاقتباس من «صرَعات» منصات التواصل الاجتماعي كأسلوب لجعل حدث ما يتصدر مساحات تويتر، وقد قام بعض المحللين بدراسة لغة جسد وتعابير مقدم الحفل الكوميدي كريس روك، لترجمة حقيقة الموقف، ولكن لا يمكننا بطبيعة الحال التأكد من ذلك، فقد علمتنا «شبكة الإنترنت» أن نتعامل مع كل شيء على أنه مزيف حتى تثبت حقيقته.
الآن، ماذا عن «العنف السام» في مقابل فكرة الدفاع عما يعنينا، كما قال سميث في اعتذاره الرسمي؟ لو كانت قصة «الترند» حقيقية فذلك يرسخ مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، حتى بالنسبة لأكثر المنصات العالمية ادعاء بأنه غير مبرر، إذ تشير آلاف الإنتاجات التي تهز بورصة صناعة الترفيه سنوياً، إلى أن العنف هو المادة الأساس لنفخ جيوب المنتجين والممثلين، وإلا فما هي صناعة الترفيه حقاً؟
سلسلة موجات الاهتمام التي ترتبط بالمشاهير والنجوم هي مادة دسمة للحراك الأصفر على الشاشات الكبيرة والصغيرة، وما نراه مضيعة للوقت، تراه الشركات مواد تسويقية، ويراه الآخرون وسيلة للاجتماع حول أهداف متباينة، يولدها الانقسام الجماهيري، وفي حدث سميث نشأ هاشتاغ باللغة العربية مفاده «كلنا ويل سميث»، دفاعاً عن الشهامة التي أبداها الرجل في حضرة زوجته، وتأكيداً على دعمها في مرضها الذي أدى إلى حلاقة رأسها «مادة النكتة» التي أطلقها مقدم الحفل.
من وجهة نظر أخرى، كل «ترند» هو فرصة لاكتشاف مستويات التفكير المتفاوتة، وحتى التوجهات الاجتماعية المتضاربة التي تجمع على كراهية شيء أو تعزيزه.
أما بالنسبة لأبطال الترند فهم غالباً ما يوجدون شقاقاً كبيراً بين المعجبين والكارهين، ويمثلون مادة إخبارية خصبة، تتولى البرامج الجماهيرية تفصيلها، كل حسب ميول دافعي الإعلانات أو الضرائب.